وقالت الدكتورة قادري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن الصيام لا يسبب إطلاقا أي اضطرابات في النوم. إن المشكل سلوكي وهو الذي يقف وراء أي خلل على هذا المستوى".
وأشارت المختصة إلى ظهور سلوكيات اجتماعية مرتبطة بشهر رمضان خلال العقود الأخيرة "تتنافى مع الوتيرة البيولوجية العادية".
وأوضحت أن "هذه الوتيرة البيولوجية، والتي تسمى أيضا الكرونو بيولوجية، تختل بشكل كامل عندما ترتبك عادات النوم، في حين أصبح من المؤكد أن النوم هو المحدد الرئيسي للوتيرة البيولوجية، وبالتالي فإن أي ارتباك في النوم يربك أيضا المزاج والكفاءة والقدرات الذهنية والجسدية".
وتابعت الأخصائية أن "ساعتنا البيولوجية الداخلية هي التي تنظم وتيرة نومنا، فهي تفرض علينا النوم ليلا والنشاط نهارا. لكن هناك فترة وسط النهار ما بين الساعة 13 و15 يصبح فيها النوم ممكنا ومفيدا".
وحسب رئيسة الجمعية المغربية لطب النوم فإنه عندما يتم قلب هذه المعادلة (أي الاستيقاظ والنشاط ليلا)، تصاب الساعة البيولوجية بخلل، وقد لا تستعيد وتيرتها الطبيعية، وهو ما يحدث لبعض المراهقين الذين يسهرون إلى ساعة متأخرة ليلا فيصابون بمرض مرتبط بالنوم يسمى "متلازمة تأخر مرحلة النوم".
وبخصوص المخاطر الصحية التي قد تنجم عن اختلال في النوم لدى الصائم أشارت الدكتورة قادري إلى خلل إدراكي من نوع التشنج وخلل في التركيز أو المزاج السيء وهي الاختلالات التي قد تتسبب بدورها في سلوكيات سيئة وتوتر في العلاقات الاجتماعية.
وأشارت، أيضا، إلى إمكانية ظهور أمراض ذات طبيعة نفسية لأول مرة أو ظهورها مجددا (بالنسبة للمرضى الذين عولجوا من هذه الأمراض)، بالإضافة إلى مخاطر فسيولوجية قد تتسبب في تعقيدات خصوصا لدى المصابين بارتفاع كبير في ضغط الدم وبداء السكري.
وتوجهت الأخصائية للشباب لتؤكد بأن "النوم مهم ويجب الالتزام به في كل فترات السنة" إذ يتعين النوم سبع ساعات على الأقل يوميا.
وأوضحت، في هذا ألسياق، أنه "بالنسبة لشخص يريد أن يؤدي صلاة التراويح بالمسجد والاستيقاظ لأداء صلاة الفجر، فإنه مطالب بأن ينام من منتصف ألليل إلى الساعة الثالثة صباحا ثم من الساعة الرابعة صباحا إلى السابعة أو الثامنة صباحا وربما النوم أيضا بعد الزوال سواء من الساعة 13 إلى 14 أو من الساعة 14 إلى الساعة 15 . إن الأمر مسألة انضباط".
وفي تعليقها على الإقبال على ممارسة التمارين الرياضية قبل الإفطار في رمضان، سجلت الدكتورة قادري أن الرياضات القوية في نهاية اليوم قد تؤثر سلبا على النوم "غير أن رياضة معتدلة في نهاية فترة المساء قد تكون مفيدة".