الفاجعة كما كتبت عنها الجرائد المغربية الصادرة غدا وقعت في بناء وحدة فندقية راقية بالجهة الشرقية من المركز التجاري برج فاس بحي باب الغول القريب من المستشفى الإقليمي الغساني.
وقالت يومية الأحداث المغربية "إن العمال الأربعة كانوا بصدد تنفيذ الأشغال المرتبطة بقنوات الصرف الصحي لهذه الوحدة الفندقية قبل أن يفاجؤوا بانهيار الأطنان من الأتربة فوق رؤوسهم من جراء هذه الانهيارات المتتالية للأتربة من جنبات الخندق المخصص لتمرير قنوات الصرف الصحي”.
أما يومية الصباح، فأضافت أن "العمال منحدرين من الرشيدية والخميسات، كانو يباشرون أعمالهم في حفر وتثبيت القنوات عبر عمق يفوق خمسة أمتار قبل أن يفاجؤوا نحو الثاثة والنصف عصرا بسقوط بعضا لقنوات الإسمنتية، ليعقبه انهيار كمية مهمة من الأتربة التي دفنتهم أحياء”.
وتضيف اليومية أن جهود الإنقاذ أثمرت انتشال جثتي عاملين في وقت قياسي لوجودهما على عمق أضعف، وحضرت إلى مكطان الحادث السلطات المحلية ووالي الجهة والكاتب العام ومسؤولو مختلف الأجهزة الأمنية، للوقوف على ما خلفته هذه الفاجعة.
كما أن الجريدة كشفت أنه سبق لعدة عمال في أوراش بناء مختلفة أن قضوا نحبهم تحت الأنقاض في حوادث مماثلة، إثر انهيار قنوات أو أجزاء من البنايات في طور التشييد، خاصة بأحياء طريق عين الشقف وزواغة.
أما المساء الصادرة غدا، فنقلت عن مصادرها أن الأتربة التي غطت الجثت بلغ عمقها 6 أمتار، كما أن وفدا رسميا تقدمه محمد الدردوري والي الجهة حل بمكان الحادث.
أي سياسة عمرانية؟
وفي سياق آخر، قالت الجريدة أن السلطات المختصة أمرت بفتح تحقيق في ملابسات الحادث، وتم اتخاذ إجراءات وقائية بعد انتشال الجثت ونقلها إلى مستودع الأموات، كما تم توقيف عمليات حفر قنوات الصرف الصحي في محيط المشروع، في انتظار اتخاذ القرارات المناسبة.
مرة أخرى، يكشف هذا الحادث عن أمور كثيرة بين أرباب العمل وعمالهم، فالأرواح الأربعة التي انتقلت إلى باريها، هي لمياومين بسطاء، ما يعني أن أصابع الاتهام توجه مباشرة للشركات المتخصصة في البناء جراء عدم اتخاذ ما يكفي من إجراءات الوقاية والسلامة للخفاظ على أرواح العمال.
وحادثة فاس لا تعتبر الأولى من نوعها، فقد سبق لعامل مياوم آخر أن لقي حتفه في ورش مشروع يعود لمؤسسة عمومية مختصة في العمران. كما أن المدينة ذاتها باتت مهددة أكثر من أي وقت مضى بكوارث عمرانية، خصوصا مع الأوراش المفتوحة بالقرب من المدينة العتيقة، التي تهدد ساكنتها بالانهيار في أي لحظة، كل هذه الأمور تجعل من وزير الإسكان والتعمير وسياسية المدينة ملزما بإعادة النظر في تهيئة المدن العتيقة بالمغرب كي لا نستيقظ على كوارث مماثلة.