الأمم المتحدة وفك الحصار على محتجزي "بويا عمر"

DR

في 12/12/2013 على الساعة 20:07

أقوال الصحفمن منا لم يسمع بضريح"بويا عمر"، ومن منا لم يفكر يوما في هؤلاء الأشخاص الذين ساقتهم الظروف، للعيش في مكان أقل ما يقال عنه سجن بمليون سجان، بدء من العائلات التي تضع أبناءها هناك أملا إما في شفاءهم أو التخلص منهم، مرورا بالأشخاص الذين يقتاتون على أوجاعهم وصولا للمجتمع الذي ينظر إليهم بازدراء.

جريدة المساء تنشر في عددها ليوم غد الجمعة، خبر تقدم جمعية مغربية بدعوة الأمم المتحدة إلى إنقاذ من أسمتهم بمحتجزي "بويا عمر". وحسب اليومية "فإن جمعية مغربية حقوقية تقدمت بطلب إلى فريق العمل الأممي بالاحتجاز التعسفي الذي يزور المغرب، يقضي بتحرير المحتجزين بضريح "بويا عمر" وإنقاذهم من التعذيب الممارس عليهم".

وأوضح إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية لحقوق الانسان، أن جمعيته قدمت للفريق الأممي الخاص بالاحتجاز التعسفي تقريرا يضم طلبا بتحرير المرضى النفسيين المحتجزين في "بويا عمر" الذي يتم فيه احتجاز المرضى وتعذيبهم بمباركة الدولة، مؤكدا أن وضعية هؤلاء المرضى النفسيين المحتجزين مزرية للغاية، موضحا أنه يتم احتجازهم بالمكان المذكور وتعذيبهم بأساليب وطرق غير إنسانية، مضيفا أن جمعيته نبهت كذلك إلى أوضاع المرضى النفسيين بمختلف المستشفيات العمومية التابعة لوزارة الصحة.

وأوضحت المساء، بأن الفريق الأممي المعني بالاحتجاز التعسفي، استمع إلى مجموعة من الضحايا في ملف السلفية الجهادية وممثلين عن المعطلين المجازين وممثلين عن عائلات المختفين، وما تبقى من عائلات المختفين وما تبقى من خلية بلعيرج، كما أن اللجنة الأممية استمعت إلى الشكايات التي تقدم بها الضحايا، وقامت بتسليم التقارير والصور والشهادات التي كانت بحوزتهم، ووعدتهم بدراستها في أفق إصدار تقرير بخصوصها.

“بويا عمر" سجن بألف سجان

كلما أردنا تغيير معضلة مجتمعية تنخر الجسد المغربي نلجأ إلى الخارج، وكأن مشاكلنا لا يمكن أن تحل إلا بتدخل دولي، وأن المغرب والمغاربة قاصرون ويحتاجون لمن يوجههم، لكن ربما الأمر يعود لأن بعض أعضاء المجتمع المدني، سئموا من تماطل الجهات المعنية، ومن تجاهلهم لمطالبيهم المشروعة، فمثلا ضريح "بويا عمر" كثر الحديث عنه منذ سنوات عديدة، والكثير من الجمعيات طالبت الدولة بالتدخل لوقف معاناة نزلائه، وكثير من الأقلام الصحافية الوطنية، أشارت إلى الكوارث التي تقع داخل أسواره، لكن للأسف، لم يتحرك أي مسؤول لوقف تلك المأساة.

لجوء المنظمة المغربية إلى الأمم المتحدة ربما يحرك البرك الراكدة، ويضع حد لمعاناة هؤلاء النزلاء، وإن كان سيصادف مقاومة قوية من لدن المنتفعين، الذين يقتاتون من ضعف وقلة حيلة من ساقتهم الظروف إلى ذلك المكان المخيف، والمليء بقصص ضحايا دخلوا إليه ولم يخرجوا منه إلا جثة هامدة، أما من كان محظوظا واستطاع الإفلات من براثن ذاك المكان، فالقصص التي رواها عن ما يقع بداخله تقشعر لها الأبدان.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 12/12/2013 على الساعة 20:07