وقال الملك في هذه البرقية "تلقينا بتأثر عميق نبأ وفاة أول رئيس لجنوب إفريقيا لما بعد نظام الأبرتايد، الفقيد نيلسون روليهلاهلا تغمده الله بواسع رحمته".
وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم الملك لكافة أفراد شعب جنوب إفريقيا الشقيق بأصدق عبارات التعازي المساواة، داعيا العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه. وأعرب جلالته في هذه البرقية عن إشادته بالخصال الحميدة والشجاعة السياسية للراحل، رمز السلام ، الذي يسجل له التاريخ كفاحه ضد العنصرية والتمييز، وكذا نضاله لبناء جنوب إفريقيا جديدة.
كما نوه الملك بذاكرة رجل دولة استثنائي، حظي بحب شعبه، واحترام الجميع عبر العالم، من أجل كفاحه المستميت ضد ويلات التفرقة والفوارق الاجتماعية.
وذكر الملك بأن "الفقيد ربط علاقة خاصة جدا مع بلدي الذي سانده منذ بداية كفاحه ضد نظام الابرتايد وأقام الراحل بالتالي فترات طويلة مطلع الستينات، حيث حظي خلالها بدعم سياسي ومادي رائد لنضاله".
كما ذكر جلالة الملك بأنه "بعد ما عانق الحرية، حرص الفقيد في نونبر 1994 على زيارة المملكة للتعبير عن امتنانه لها لتضامنها اللامشروط مع شعب جنوب إفريقيا الشقيق. وبهذه المناسبة، قلده والدنا المغفور له جلالة الملك، طيب الله مثواه، بأعلى وسام للمملكة، كعربون على كفاحه الاستثنائي من أجل المساواة والعدالة".
كما جاء في البرقية أن "الروابط المتفردة التي جمعت بين الراحل والشعب المغربي وملكه ما فتئت تتطور بعد اعتلائنا العرش، لاسيما وبمناسبة آخر زيارة خاصة قام بها للرباط في غشت 2005".
وسجل جلالة الملك أن "الفقيد الرئيس نيلسون مانديلا تمكن، بحكمة وتبصر، من إعلاء القيم العالمية للحرية والعدالة والسلام والتسامح. كما تمكن بعزم قوي من إبراز المثل التي آمن بها وموقفه الثابت من أجل الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية لمجموع الدول الإفريقية الشقيقة".
وأشار جلالة الملك في الختام إلى "أنه خلال توليه مقاليد الحكم، احترم الراحل شرعية المغرب في صحرائه ولم يرغب أبدا في الاعتراف أو دعم تقسيم أو تجزيء بلادي".