فاجعة أزيلال: اعتقال سائق سيارة النقل المزدوج وإحالته على المحاكمة

سيارة النقل المزدوج بعد الحادث المميت

في 21/03/2024 على الساعة 13:30, تحديث بتاريخ 21/03/2024 على الساعة 13:30

أحالت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمدينة أزيلال، سائق سيارة النقل المزدوج التي هوت يوم الأحد الماضي في قعر جبل بالطريق الرابطة بين آيت بواولي وآيت بوكماز بإقليم أزيلال، وتسببت في مصرع 11 شخصا غالبيتهم تلاميذ وأستاذات وأساتذة، على المحاكمة، وذلك بعد متابعته في حالة اعتقال بتهمة « القتل غير العمد ».

وأوضحت مصادر متطابقة أن اعتقال السائق « س.ا » جاء بعد أن أظهرت التحريات والأبحاث التي قامت بها مصالح الدرك الملكي بأزيلال، ثبوت مسؤوليته المباشرة عن الحادث المأساوي.

وذكرت مصادر أن التحقيق مع السائق كشف ارتكابه لخطأ غير متعمد عندما استوقف سيارة النقل المزدوج في منحدر جبلي بدون استعمال فرامل اليد، وترجل منها بهدف تقديم المساعدة لسياح تعطلت سيارتهم بجانب الطريق. وبفعل الحمولة الزائدة والانحدار، وقعت الكارثة بعدما انزلقت السيارة أسفل المنعرج قبل أن تنقلب وتهوي في سفح الجبل، ما تسبب في مصرع 9 ركاب على الفور، وإصابة البقية بإصابات وصف بعضها بالخطيرة.

وبينما قضى 11 شخصا في الحادث وغادر غالبية المصابين المستشفى بعد تلقيهم للعلاجات الضرورية، كشف مصدر طبي أن الوضع الصحي للمصابين، الذين ما يزالون يتلقون العلاج بمستشفى أزيلال، تتوزع بين كسور في مناطق مختلفة من الجسم، وإصابات على مستوى الوجه وكدمات.

وأعادت هاته الفاجعة الحديث عن مآسي النقل المزدوج وكذا وضعية المسالك الطرقية بالمناطق الجبلية، خاصة بإقليم أزيلال الذي شهد في الآونة الأخيرة حوادث سير مفجعة. وهكذا وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستك محمد عبد الجليل، تطالب من خلاله بالكشف عن التدابير المتخذة من قبل الوزارة لتجنب مثل هذه الحوادث المميتة.

وقالت التامني في السؤال الموجه إلى الوزير: « إن طرقات إقليم أزيلال على غرار العديد من المناطق القروية والحضرية، ما تزال تحصد أرواح المغاربة، لاسيما المتعلقة باستعمال النقل المزدوج، الذي بات وسيلة للموت ».

وأضافت البرلمانية أن الحادث تسبب في وفاة أفراد من بينهم أساتذة وتلاميذ، وتسجيل إصابات خطيرة ما تزال بين الحياة والموت، كانوا بصدد التوجه إلى مكان الدراسة، بعد عطلة امتدت لأسبوع، لافتة إلى أن " التساؤل مازال مطروحا حول مسؤولية تهيئ الطرق والمسالك من أجل حل أزمة النقل »، منبهة إلى خطورة الطرقات الوعرة والمنحدرات التي تهدد حياة المغاربة.

وساءلت البرلمانية الوزير الوصي عن التدابير التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل حل هذه الأزمة وتجنب المخاطر التي تهدد الأرواح.

وليست هذه أول مرة تقع فيها مثل هذه الحوادث المفجعة بالمنطقة، بسبب رداء الطرق ووعورتها من جهة، وبسبب استهتار بعض ممتهني النقل المزدوج بأرواح الناس من جهة ثانية.

يذكر أن المنطقة ذاتها شهدت يوم 6 غشت 2023 حادثة مماثلة أسفرت عن مصرع 24 راكبا، نجمت عن انقلاب سيارة للنقل المزدوج على الطريق الرابطة بين مدينة دمنات وجماعة سيدي بو لخلف بإقليم أزيلال.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 21/03/2024 على الساعة 13:30, تحديث بتاريخ 21/03/2024 على الساعة 13:30