جمعية «تكرار» الكائن مقرها بنفوذ جماعة أربعاء ارسموكة بإقليم تيزنيت، من بين هاته الهيئات التي اختارت إعطاء الأولوية في أنشطتها للوضعية المائية المقلقة التي يعيشها إقليم تيزنيت، حيث اتجهت نحو رد الاعتبار لبئر دوار «تكرار» أو ما يطلق عليه محليا بـ«أنُو لْجْمَاعْتْ» (بئر الجماعة) في إشارة إلى كونه ملكا جماعيا مشتركا يستفيد منه السكان بدون استثناء وباعتباره تقليدا متعارفا عليه منذ القدم ونهجا ينبغي الحفاظ عليه من الاندثار.
وأوضح رشيد أمرير، رئيس جمعية «تكرار» للتنمية والتعاون، أن توالي سنوات الجفاف وضعف الفرشة المائية وقلة التساقطات وانخفاض صبيب مياه سد يوسف ابن تاشفين المزود الرئيس لإقليم تيزنيت بالماء الصالح للشرب ومياه السقي كان له تأثير سلبي على الفلاحة والسكان والمواشي، ما دفع الجمعية إلى التفكير في إحياء البئر المذكورة لتخفيف الضغط على السد وسد حاجيات المواطنين من هذه المادة الحيوية.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن الجمعية انخطرت في المجهودات التي يقودها الملك محمد السادس لمواجهة التحديات المائية المطروحة بحدة في السنوات الأخيرة، من خلال إصلاح البئر التي يبلغ عمقها 50 مترا ودعمها بمضخة تعمل بالطاقة الشمسية بتكلفة إجمالية تقدر بـ150 ألف درهم، ليستفيد منها أزيد من 200 فرد وتساهم في ضمان استقرار السكان بالمنطقة.
وأكد أن أهداف المشروع تكمن أساسا في توفير الماء الصالح للشرب لمختلف الدواوير القريبة وكذا للمواشي التي بدأ « الكسابة » في التخلص منها نتيجة استمرار سنوات الجفاف وغياب الكلأ وغلاء الأعلاف، فضلا عن سقي الأشجار والنباتات وغيرها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجمعية تواكب أيضا مجهودات الدولة في التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على الماء وعدم تبذيره من خلال عزمها القيام بحملات لفائدة السكان ومختلف المهتمين بالشأن المائي بالمنطقة.
وخلص المتحدث إلى أن المشروع أنجز بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ويعد حلا ناجعا لمواجهة الإجهاد المائي الذي يواجه معظم مناطق المملكة بما فيها إقليم تيزنيت.