لم يبق من حديقة « البارك » سوى الإسم، فبعدما كانت محجا لسكان مدينة المحمدية والنواحي ومتنفسا لهم، باتت في حالة يرثى لها، فالغطاء النباتي الأخضر تحول إلى أصفر بسبب نقص المياه وضعف الصيانة، كما أن الأزهار والنباتات أصبحت شبه معدومة.
هذا الوضع الجديد لحديقة مولاي الحسن خلّف استياء كبيرا لدى سكان المحمدية، بعدما كان يضرب المثل بجمالية مدينتهم التي كان يطلق عليها « مدينة الزهور »، بيد أن الحال تغير بشكل كبير اليوم، بسبب إهمال المسؤولين.
في هذا الصدد، قالت سيدة من سكان المحمدية، في تصريح لـ Le360، إنها كانت تأتي رفقة صديقاتها إلى « البارك » منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث كان فضاء ا جميلا للنزهة والترفيه، لكنه لم يعد كذلك اليوم.
بدوره، تأسف أحد أبناء مدينة المحمدية على الوضع الذي أمست عليه حديقة مولاي الحسن، لما تحمله هذه الأخيرة من رمزية وذكريات لكل ساكنة المدينة. مشيرا إلى « الدمار » الذي لحق بـ « البارك » خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يسلم الغطاء النباتي ولا الكراسي من العبث والإهمال، في غياب أي تدخل للجهات المسؤولة.
من جهته، أفاد سحيم محمد السحيمي، رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة، أن حديقة « البارك » تشارف على إكمال قرن من الزمن على وجودها، حيث تحمل تاريخا غنيا لم يشفع لها لدى المسؤولين من أجل الالتفات لها وإنقاذها من « الاحتراق ».
وأشار المتحدث ذاته إلى أن صيانة هذه الحديقة لا يقتصر على سقي النباتات فحسب، بل يشمل أيضًا إعادة التشجير وغرس النباتات، علاوة على إعادة ترتيب المقاعد وتركيب الإضاءة الحضرية الحديثة، حيث تغرق الحديقة في الظلام بمجرد حلول الليل.
وأوضح رئيس جمعية زهور أن « البارك » يتم سقيه بالماء الصالح للشرب، في الوقت الراهن، بسبب عطل تقني في مضخة المياه المخصصة للحديقة. لافتا إلى أن هذا التعليل غير منطقي بتاتا في خضم الجفاف الذي تعيشه بلادنا.