وبهذا الخصوص، أوضح عبد الغني حسيب، مساعد اجتماعي لكاميرا le360، أن هذه العملية تتم كل يوم تقريبا، حيث يقومون بجولة في المنطقة التابعة لعمالة أنفا بمساعدة التعاون الوطني والسلطات المحلية، من أجل تقديم المساعدة للأشخاص المسنين في وضعية الشارع، والذين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه، خاصة في فصل الشتاء الذي تشتد فيه قساوة الجو.
وأضاف المتحدث ذاته أنهم يتلقون أحيانا اتصالات تكشف لهم أماكن تواجد أشخاص مسنين في وضعية الشارع، وأحيانا أخرى يتم إرشاد الأشخاص المسنين إلى مقر الجمعية من طرف المواطنين، حيث يتم استقبالهم وإعطائهم ملابس نظيفة بعد الاستحمام، ومنحهم مكانا للمبيت، كما يتم عرضهم على الأطباء للاطمئنان على وضعهم الصحي ومساعدة المرضى منهم.
وشدد المساعد الاجتماعي ذاته على أن مساعدة الأشخاص المسنين في وضعية الشارع هو واجب على الجميع، سواءً السلطات أو الجمعيات أو المواطنين، حتى يتم إعادة الاعتبار لهذه الفئة من المجتمع، خاصة وأن عددا كبيرا منهم قدموا في وقت ما الشيء الكثير للمجتمع، لكن الظروف وتغير الأحوال يدفعان بهم إلى الشارع.
بعد جولة قصيرة بدأت الساعة التاسعة مساءً، اِلتقت الدورية التي تضم مسؤول في الجمعية إلى جانب ممثل عن التعاون الوطني، شخصا يبلغ من العمر 57 سنة، بدون مأوى لأكثر من سنة ونصف، وذلك بعد ورود اتصال على مقر الجمعية يفيد بتواجده في الشارع، حيث كشف للمسؤول عن الدورية عن وضعيته الصعبة، بعد أن فقد عمله واضطر للجوء إلى المبيت في الشارع، وبعد معرفة تفاصيل حالته، تم نقله إلى مقر الجمعية.
وفي السياق نفسه، توصلت الجمعية باتصال آخر يفيد بتواجد شخص آخر في الشارع بدون مأوى، حيث تم الانتقال إلى مكان تواجده، لمعرفة تفاصيل حالته هو أيضا، حيث كشف أنه من مدينة سلا، وفقد هو الآخر عمله وانفصل عن عائلته وأصبح بدون مأوى، ليتم نقله إلى مقر الجمعية.
مباشرة بعد نقل الحالتين إلى مقر الجمعية، قدمت لهم ملابس جديدة لارتدائها بعد الاستحمام، ليتم بعد ذلك تقديم وجبة العشاء لهما رفقة باقي النزلاء الذين يتعدى عددهم 30 حالة، ولكل حالة منهم قصة مختلفة لكن نهاياتهم موحدة.
جهود جمعية الإسعاف الاجتماعي المتنقل، يصفها النزلاء بالأمل والنور الذي أضاء عتمة حياتهم في خريف عمرهم، بعدما جارت عليهم الحياة وألقت بهم إلى الشارع، وجعلتهم يتوسدون أرصفة الطرقات، حيث أعادت لهم شيئا من كرامتهم التي ضاعت، واستعادوا بين جدرانها ولو ليلا شيئا من إنسانيتهم.