وخصص هذا الاجتماع لمناقشة التوجهات التنموية الكبرى للجماعة، في ضوء الرهانات الوطنية المرتبطة بالاستدامة والتأهيل الترابي وتحقيق العدالة المجالية. وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت العمدة التزام مجلس الجماعة الكامل بتنزيل مضامين الخطاب الملكي، معتبرة إياه خارطة طريق واضحة لمسؤولي الجماعات الترابية، لاسيما في ما يتعلق بالانتقال من المقاربات التقليدية إلى أخرى مجالية مندمجة ومبتكرة، تستند إلى الخصوصيات المحلية وتستهدف الأثر الترابي والإنصاف في توزيع المشاريع.
وشددت الرميلي على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع ذات الأولوية، وعلى رأسها المساحات الخضراء، وتحسين خدمات القرب كالنظافة، وتعزيز البنية التحتية الاقتصادية، والرقمنة، وتدبير الموارد المائية، باعتبارها ركائز جوهرية في مسار الاستدامة الحضرية للمدينة.
كما نوهت بالمجهودات الجماعية المبذولة لإنجاح حملة « صيف نظيف »، والأنشطة الفنية والثقافية المبرمجة بشراكة بين شركة التنمية المحلية « الدار البيضاء للتنشيط » ومختلف المقاطعات، بهدف توفير صيف نشيط وبيئة حضرية نظيفة.
وشهد الاجتماع تقديم عرض مفصل من طرف ممثل شركة التنمية المحلية « الدار البيضاء للبيئة »، حول مشاريع تدبير وتثمين الموارد المائية، كمحطات معالجة المياه العادمة والمستعملة؛ ومشاريع تثمين العيون المائية؛ وكذا اعتماد حلول السقي الذكي بالاعتماد على مياه غير صالحة للشرب.
وقد أجمع أعضاء المكتب على أهمية ترسيخ ثقافة الاقتصاد في الماء، وتوجيه الاستثمارات نحو مساحات خضراء أكثر ملاءمة للظرفية المناخية، بما يعزز جودة الهواء، ويحد من آثار التغيرات المناخية، في إطار رؤية مندمجة تراعي الجمالية والفعالية البيئية والعدالة المجالية.
وأكد الحاضرون على التزامهم بتنزيل التوجيهات السامية المتعلقة بإعادة التوازن الترابي وتوزيع المشاريع بشكل منصف على مجموع تراب المدينة، مع التركيز على الأوراش القادرة على خلق فرص تنموية ملموسة وتحسين ظروف عيش الساكنة.
كما جدد مجلس الجماعة التزامه باعتماد مقاربة شمولية في التخطيط التنموي، تجمع بين تنفيذ مشاريع القرب، والانخراط في مشاريع كبرى مهيكلة ذات بعد ميتروبولي، من أجل تعزيز مكانة الدار البيضاء كقاطرة للتنمية المستدامة وطنيا ودوليا.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على عقد جلسة عمل لاحقة لتحيين جدول أعمال دورة أكتوبر المقبلة، بشكل يضمن التقائية الجهود وتسريع وتيرة الإنجاز، مع التركيز على الأثر الملموس للمشاريع على الحياة اليومية للبيضاويين.
