طرق اكتست حلة بيضاء، وآليات تعمل بوتيرة متسارعة، جسدت حجم التحدي الذي فرضته هذه الظروف المناخية القاسية، في وقت تواصل فيه المصالح المختصة تدخلاتها الميدانية لضمان سلامة مستعملي الطريق والحفاظ على انسيابية حركة السير بمختلف المقاطع المتأثرة.
وأفاد مولاي الحسن المدني، الرئيس المكلف بعملية إزاحة الثلوج بالطريق الوطنية رقم 13، في تصريح لـLe360، بأن النشرات الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية تشكل دعامة أساسية في برمجة عمليات التدخل الاستباقي والتعبئة الميدانية، موضحا أن آخر النشرات الصادرة مطلع الأسبوع الجاري، والتي تمتد إلى غاية زوال الأربعاء 17 دجنبر في الساعة الخامسة مساء، تشير إلى توقف التساقطات الثلجية بعد هذه الفترة، مشيرا إلى أن سمك الثلوج المسجلة ببعض المقاطع الجبلية بلغ ما بين 13 و14 سنتيمترا.
وأوضح المسؤول أن مختلف المصالح المعنية، فور توصلها بهذه النشرة الحمراء، سارعت إلى تعبئة كافة مواردها البشرية واللوجستيكية، حيث جرى الاستعداد المسبق والتحاق جميع الأطر والآليات بمواقعها، خاصة بالمناطق الجبلية المعروفة بكثافة التساقطات، وعلى رأسها جبل هبري، تمحضيت، أزرو وإفران.
وأضاف أن التساقطات الثلجية انطلقت بشكل كثيف عند حوالي الساعة الرابعة صباحا، خصوصا على مستوى الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين أزرو وتمحضيت إلى غاية آيت أوفلا، ما استدعى، في حدود الساعة السادسة صباحا، منع مرور المقطورات والشاحنات الثقيلة تفاديا لأي مخاطر محتملة على سلامة مستعملي الطريق، قبل أن يتم لاحقا توقيف حركة السير بشكل مؤقت في وجه جميع العربات عند حوالي الساعة العاشرة صباحا.
وأكد مولاي الحسن المدني أنه، رغم صعوبة الظروف الجوية، فإن أغلب المحاور الطرقية عرفت سيرانا عاديا بفضل التدخلات المتواصلة لفرق إزاحة الثلوج، مشيرا إلى أن الطريق الوطنية رقم 13 ظلت مفتوحة أمام حركة المرور، مع اعتماد تحويلات مؤقتة ببعض المقاطع، حيث تم توجيه مستعملي الطريق القادمين من أزرو عبر محور إفران بولمان زايدة، قبل استعادة الوضع تدريجيا.
وفي ما يتعلق بالوسائل اللوجستيكية، أبرز أمين السنجي، رئيس مكتب الصيانة الطرقية بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بإفران، أن المديرية تتوفر على حوالي 12 شاحنة لإزاحة الثلوج، بالاضافة إلى خمس آليات مخصصة للتدخل عند تجاوز سمك الثلوج ما بين 50 و60 سنتيمترا، وقد تم تعزيز الطريق الوطنية رقم 13 بين أزرو وتمحضيت بأربع شاحنات مدعومة بآلية شحن لتزويد الطريق بالمواد الكاشطة والحد من الانزلاقات، فيما جرى توزيع باقي الآليات على باقي المحاور المهمة بالإقليم، لضمان تدخل سريع وفعال عند الحاجة.
وشدد المسؤول على أن جميع الأطر التقنية والفرق الميدانية تبقى في حالة تعبئة مستمرة، حيث تلتحق بمراكزها فور بداية التساقطات وتباشر تدخلاتها مباشرة لضمان انسيابية حركة المرور وتأمين سلامة المواطنين، مؤكدا في السياق ذاته أن المديرية الإقليمية عبأت كافة مواردها البشرية من أطر ومهندسين وسائقين مهنيين، إلى جانب تسخير جميع الآليات والمعدات المتوفرة، لمواجهة هذه الظروف المناخية الاستثنائية وضمان السير العادي للطرقات قدر الإمكان.
تساقطات ثلجية كثيفة تعطل محاور رئيسية بإفران.. والمصالح المختصة تعمل بلا توقف لإعادة انسيابية حركة السير
وفي ختام تصريحه، دعا مولاي الحسن المدني المواطنين ومستعملي الطريق إلى ضرورة التعامل بجدية مع النشرات الإنذارية، وتفادي التنقل عبر المناطق الجبلية خلال فترات التساقطات إلا للضرورة القصوى، مع الالتزام بتعليمات السلطات العمومية عند الحواجز الثلجية، واحترام قواعد السلامة الطرقية من تخفيض السرعة، وتجهيز المركبات بالوسائل الملائمة للقيادة في الظروف الشتوية.














