ويروم هذا المشروع، الذي يضم إدخال 268 حافلة جديدة إلى أسطول النقل الحضري بمدينة فاس، تعزيز العرض عبر إدماج هذه الحافلات بشكل تدريجي بمختلف الخطوط، وذلك تحت إشراف وزارة الداخلية وبتنسيق مع مجموعة من الشركاء المؤسساتيين، في مقدمتهم مجلس جهة فاس مكناس وعمالة فاس وجماعة فاس، بهدف الارتقاء بجودة خدمات النقل العمومي وتحسين شروط تنقل المواطنين، والاستجابة لمتطلبات مدينة تعرف دينامية عمرانية متزايدة.
وفي هذا السياق، أفاد عبد السلام البقالي، رئيس مجلس جماعة فاس، في تصريح لموقع Le360، أن هذا المشروع سيساهم في تعزيز الإنصاف في الولوج إلى خدمات النقل العمومي بين مختلف أحياء المدينة، وتحسين الربط بين المناطق المحيطة والمراكز الحيوية، بما يشمل المؤسسات الصحية والبنيات الرياضية والأقطاب التجارية، مبرزا أن النقل والتنقل يشكلان ركيزة أساسية للتنمية الحضرية، لاسيما بالمدن الكبرى، لما لهما من دور محوري في إرساء منظومة نقل عمومي حديثة وفعالة.
كما شدد البقالي على أن اعتماد نموذج جديد لتدبير النقل الحضري، قائم على الملكية الجماعية لأسطول الحافلات، يمثل تحولا نوعيا مقارنة بالأنماط السابقة، موضحا أن أثر هذا النموذج لن يقتصر على مدينة فاس فحسب، بل سيتجاوزها ليشمل 13 جماعة ترابية مجاورة ضمن مجال ترابي يتراوح بين 20 و40 كيلومترا، وذلك في أفق دعم التنمية الترابية وتحديث المجال الحضري.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أن هذا المشروع تطلب غلافا ماليا إجماليا يفوق 620 مليون درهم، ساهم فيه مجلس الجهة بحوالي 230 مليون درهم، مشيرا إلى أن البرنامج لا يقتصر على مدينة فاس فقط، بل يشمل أيضا مدن مكناس وتاونات وتازة.
وأضاف أن هذا الورش يندرج في سياق تفعيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تجويد الخدمات العمومية وتعزيز العدالة المجالية، مؤكدا أن دخول هذا الأسطول الجديد حيز الاستغلال يشكل محطة أساسية لمعالجة الاختلالات التي عرفها قطاع النقل الحضري بمدينة فاس والاستجابة لانتظارات الساكنة.
ومن جهته، أبرز المدير العام لشركة «إيصال فاس»، محمد أمين السقاط، أن إطلاق هذه الدفعة الأولى من الحافلات يأتي بعد فترة من التحضير والتنسيق، تمهيدا للتشغيل الفعلي لهذا الأسطول، على أن يتم تعزيزه تدريجيا بهدف تقوية العرض وتحسين انتظام خدمات النقل العمومي الحضري.
وأوضح أن الحافلات الجديدة، التي يبلغ طولها 12 مترا، تحترم المعايير الدولية المعتمدة، وتراعي ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم تزويدها بتجهيزات تكنولوجية حديثة، من بينها أنظمة متطورة لمراقبة التذاكر وحلول رقمية تتيح اقتناءها عن بعد، بما يساهم في تحسين تجربة المرتفقين.
154 حافلة من الجيل الجديد تدخل حيز الخدمة وتنعش قطاع النقل الحضري بمدينة فاس
ومن المرتقب أن يسهم هذا المشروع، عند استكمال إدماج مجموع الحافلات المبرمجة ودخولها حيز الخدمة بشكل تدريجي، في إحداث نقلة نوعية على مستوى خدمات النقل الحضري بمدينة فاس ومحيطها، من خلال تحسين جودة العرض، وتعزيز انتظام الخطوط، وتكريس مقاربة حديثة في التدبير تستجيب لانتظارات المواطنين، بما يدعم جهود التنمية الحضرية ويواكب التحولات التي تعرفها المدينة على مختلف المستويات.












