ونقلت يومية "الصباح" في عددها ليوم غد الجمعة، عن والدة الضحية عمران، الذي ادخل العناية المركزة بمستشفى الأطفال بابن رشد، بعد العثور عليه مدفونا وهو حي أمس الأربعاء، أن فتاة كانت تعبر المنطقة عائدة من مدرستها سمعت أنينا، لتخبر مجموعة من التلاميذ الذين سارعوا الى حفرة ليزيلوا عنها حصيرا قديما وحجارة وأتربة ظهر منها جزء من رأس الطفل، البالغ من العمر أربع سنوات.
وحسب والدة الضحية، التي طالبت الأمن بتسريع أبحاثها من أجل إيقاف المجرم، فإن عمران اصيب بعدة كسور وبجرح غائر في الرأس، واغتصب بوحشية، وقالت باكية: "هذا المجرم طليق، وقد يكون متربصا بضحية أخرى، عليهم أن يلقوا عليه القبض ليعدموه كما أعدم طفولة ابني".
وحسب الجريدة فقد اختطف الطفل من أمام بيت أسرته، مساء أول أمس الثلاثاء، لتقضي أسرته وسكان الحي ساعات في البحث عنه دون جدوى، فيما قاده مختطفه إلى منطقة خلاء غير بعيدة عن ليساسفة 3، حيث يسكن الضحية، واغتصبه حسب والدته "في منطقة يلقي فيها المنعشون العقاريون بنفايات مواد البناء، قبل أن يحاول قتله ودفنه حيا، لولا أن القدر شاء أن يبقى ابني عمران حيا، لكنني لا أتخيل مدى معاناته بين يدي هذا الوحش الآدمي، وهو الآن في العناية المركزة بين الحياة والموت".
وقالت فاطمة، تضيف الصحيفة، إن جراحها نتيجة خسارة توأم وابن الرابعة من عمره السنة الماضية بسبب مرض السرطان، لم تندمل بعد، "لكن ما أعانيه الآن أقسى، لأن ابني لم يمرض بل تعرض لاعتداء جنسي ونفسي وجسدي بشكل لا يمكن تخيله".
وتحولت الساحات المجاورة لمقاطعة ليساسفة ولمخفر الشرطة بالمنطقة نفسها، الى بؤرة احتجاجات ومسيرات نظمها، بشكل تلقائي سكان المنطقة وتلاميذ المؤسسات التعليمية المجاورة، احتجاجا على ما وصفوه بـ"التسييب الأمني"، اذ تعرض طفل آخر للاغتصاب، في شتنبر الماضي، بعد أن تحولت المناطق الخلاء المنتشرة بين الأحياء الجديدة في ليساسفة وقصبة الأمين إلى مرتع للمنحرفين.
ووضعت الأسرة بلاغا باختفاء عمران، غير أن العناصر الأمنية لم تنظم دوريات للبحث عن الضحية في المناطق الخلاء، التي يعتبرها السكان نقطا سوداء تحولت إلى مرتع للمتشردين.