فقد عرفت الممرات الخاصة بالراجلين في ساحة مولاي المهدي والمسالك المجاورة لها إنجاز أشغال تهيئة مدار نموذجي للولوجيات وفق المعايير التقنية والفنية المعمول بها دوليا، تمكن الاشخاص محدودي الحركة والمكفوفين وضعاف البصر، الذين يستعملون خاصة العصا البيضاء، من التجوال بحرية تامة على الممرات دون أن يصيبهم أي مكروه.
ويهدف هذا المشروع الرائد الى تحقيق وضمان السلامة الجسدية والنفسية للأشخاص المستهدفين وارتياد الأماكن العامة مثل باقي ساكنة مدينة تطوان والاستمتاع بمواقعها الاثرية وعمرانها التاريخي المتميز.
كما يهدف هذا المشروع الاجتماعي الانساني النبيل، الذي هو ثمرة تعاون بين ولاية تطوان وجمعية الحمامة البيضاء لحقوق الاشخاص في وضعية إعاقة صاحبة الفكرة والمبادرة، الى مساعدة أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة الشخص الكفيف على معرفة نوع الأرض التي يسير عليها ومساعدة المعنيين على تحديد مسارهم وكذا العقبات التي تعترض طريقهم.
كما أن التجهيزات الارضية الموجودة وسط ممر الراجلين، المخصصة استثناء للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تقي المستهدفين من الاصطدام بأجسام ما، فضلا عن كون هذه التجهيزات ورغم بساطتها تمكن من مساعدة ذوي الاعاقة والكفيف في ضمان استقلالية حركته اليومية وتتبع الرصيف أثناء السير والتعرف على علامات الطريق واتساعها.
ويأتي هذا الانجاز إعمالا للمقترحات والتوصيات التي قدمتها جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الاشخاص في وضعية إعاقة الواردة في وثيقة التشخيص التشاركي لوضعية الولوجيات في مدينة تطوان.
ويعتبر إنجاز هذا المدار، حسب الجمعية المبادرة، دعما أساسيا لمشروع "الولوجيات في خدمة حقوق الأشخاص محدودي الحركة"، الذي أنجزته جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب بشراكة مع منظمة الإعاقة الدولية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، كما يعتبر نتاج مجهودات جمعية الحمامة البيضاء وباقي مكونات الفضاء التشاوري الذي يتضمن أعضاء الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بتطوان وباقي الفعاليات المحلية من سلطات وهيئات منتخبة.
ولكون هذه المبادرة لقيت استحسانا لدى ساكنة مدينة تطوان عامة والأشخاص المعنيين بشكل خاص، فإنها تشجع لا محالة على القيام بمبادرات مماثلة تشمل باقي أحياء المدينة ومدن جهة طنجة تطوان الحسيمة.