وكتبت جريدة البيان، الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، الذي ينتمي له الوردي في عدد نهاية الأسبوع، أن الوزير قرر اللجوء إلى القضاء بعد فترة من التفكير والتريث، "اعتبر خلالها أن هذه التهديدات ردا طبيعيا على إصراره تطهير القطاع من عبث العابثين، وتقريب خدماته للمواطنين بأكبر جودة وبأقل التكاليف”.
وأضافت الجريدة ذاتها، "أن مسألة إذا كان الوزير قد اتهم شخصا أو جهات معينة في الشكاية، فقد نفى أن يكون قد ذكر اسما معينا، كما اعتبر أن التهديدات والألفاظ النابية التي خدشت حياء أسرته الريفية، تمت من طرف مجهولين”.
وفي السياق ذاته، رفض الوزير الإدلاء بأي تصريح لجريدة حزبه بخصوص لجوئه إلى القضاء والجهة التي قد تكون وراء تهديده بالتصفية، مكتفيا بالقول "إنه قام بما يلزم بعد التمادي في التلفظ بكلام جارح لكرامته أمام أسرته الصغيرة"، تضيف البيان.
كما كشفت الجريدة نقلا عن جهات مقربة من الوردي "أنه لا يعلم الهوية الحقيقية لأصحاب التهديدات والتحرشات التي تعرض لها”. مشيرة إلى "أن إجراء اللجوء إلى القضاء ضروري بالنظر إلى الممارسات الصادرة عن الجهات المهددة التي تندرج في إطار أفعال يجرمها القانون”.
وختمت البيان مقالها بما مفاده "أن حراسة مشددة ضربتها وزارة الداخلية على مسكن الوزير للحيلولة دون المساس بأسرته الصغيرة، فيما تباشر عناصر من الاستخبارات المغربية أولى التحقيقات من نأجل تحديد الجهة التي تهدد سلامته”.
أما جريدة Al Bayane في نسخة عدد نهاية الأسبوع، فتحدثت عن الموضوع وأضافت "أن تلك التهديدات جاءت متكررة وفي نفس الساعة، منها ما وصلت إلى حد التهديد بالاعتداء الجنسي على طفلته الصغيرة”.
ونقلت الجريدة "أن الوزير سيستمر في تحمل مسؤوليته كما بدأها، وسيواصل إصلاح وتطهير قطاع الصحة من كل الشوائب”.
أما جريدة الأحداث المغربية ليوم غد، فكتب رئيس تحريرها في مقاله اليومي بخصوص موضوع تهديد وزير الصحة الوردي "أنه لا يمكن إطلاقا إلا اعتبار هاته السلوكات تنتمي إلى زمن آخر غير الزمن المغربي وإلى مكان آخر غير هذه الرقعة التي تحتضننا فوق ترابها”.
سلاح الجبناء
حدث تهديد الوردي لا ينبغي التعامل معه كحدث عابر، فالأمر يتعلق بشخصية عمومية تحمل أحد أثقل الحقائب الوزارية.
ولا يمكن منذ اللحظة رمي التهم لجهة معينة، غير أن الواضح أن وزير الصحة له أعداء كثر في الميدان أولا، لا سيما بعد أن خاض مؤخرا حملة ضد بعد "مصحات الموت"، كما أن حملته التطهيرية في قطاع الصحة سوف لن تمر دون أن توقظ في بعض المتاجرين بالصحة العمومية غريزة الحقد.
أن يصل الأمر لوزير الصحة، وتهديده وأسرته بتلك الكيفية، فمعناه عثرة أمنية تجعل البعض يفكر بهذه الطريقة الإجرامية، والمطلوب اليوم هو فتح تحقيق معمق من أجل إرسال رسائل لأصحاب هذه التهديدات مفادها أن لا شيء يمر مرور الكرام في هذه البلاد، حتى لا نستيقظ على موضة تهديد المسؤولين في حياتهم.