وكشفت يومية "أخبار اليوم" أن دراسة أجريت في جهة الدار البيضاء الكبرى، أماطت اللثمان عن الارتباط المباشر بين التلوث المرتفع لهواء العاصمة الاقتصادية، والإصابات المتزايدة بالأمراض النفسية وتلك المرتبطة بالقلب.
الدراسة التي أجريت لحساب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وقدمت نتائجها اليوم الخميس أمام الأميرة للا حسناء، كشفت أن التلوث الصناعي والانبعاثات التي تصدرها وسائل النقل بكل من الدار البيضاء والمحمدية، تؤدي إلى ارتفاع كبير في حالات الإحالة المستعجلة على المستشفيات والخضوع للاستشارات الطبية واستهلاك الأدوية والإصابة بالربو والأزمات القلبية، علاوة على انعكاس التلوث البيئي بشكل مباشر على نسب حضور ومواظبة المواطنين على العمل والدراسة، من خلال الارتفاع الذي سجلته الدراسة في حالات التغيب كلما ارتفعت درجة التلوث البيئي في الهواء.
وحسب الجريدة فإن نتائج الدراسة تؤكد أن ارتفاع معدلات التلوث الأكثر خطورة إلى مستوياتها القصوى، بالدار البيضاء يؤدي إلى ظهور أكثر من 700 استشارة طبية إضافية في مجال الأمراض التنفسية، موزعة بين مختلف الانبعاثات، فيما تعاني منطقة عين السبع البرنوصي من أعلى معدلات الانعكاس المباشر للتلوث، الأمر الذي يؤدي إلى الأمراض المتعلقة بالقلب والشرايين.
وفيما قالت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح، إن التلوث يكلف المغرب حوالي %1 من الناتج الداخلي الخام سنويا، أي 10 ملايير درهم، وأن خطيرة السيارات ترتفع بـ5 في المائة سنويا، ومجموعها الآن 3 ملايين ونصف مليون سيارة، أوضح رئيس جهة الدار البيضاء، مصطفى بكوري، أن %30 من التلوث الناجم عن النقل يوجد في الدار البيضاء وحدها، وأن هذه الأخيرة تعرف أعلى معدلات تلوث الهواء في المغرب.
مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي، ترأسها الاميرة للا حسناء، تعمل على تعميم تقنية قياس جودة الهواء على مجموع مناطق المغرب، حيث تتوفر حاليا على 29 محطة ثابتة لقياس التلوث موزعة على 15 مدينة.
وشهد قصر المؤتمرات بمدينة الصخيرات اليوم، توقيع اتفاقية بين المؤسسة وعدد من القطاعات الحكومية المعنية، تهدف إلى إقامة نظام للرعاية الصحية بجهة الدار البيضاء، وذلك بناء على نتائج الدراسة الجديدة، فيما وقعت المؤسسة اتفاقية ثانية مع كل من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وثمانية من كبار الشركات العاملة في قطاعات النقل والاسمنت والمناجم، لتنفيذ مقتضيات ميثاق ينص على التقليص الذاتي من الانبعاثات الملوثة للهواء، وتعويض انبعاثاتها الملوثة بتمويل عمليات دعم للطاقات المتجددة وزراعة مساحات خضراء.