وكشفت يومية "المساء" في عددها ليوم غد الثلاثاء، أن المرصد حذر من تداعيات الضغط الذي يتعرض له المركز الوحيد لمعالجة الإدمان بتطوان والمكلف بتغطية كل من مرتيل والمضيق والفنيدق وواد لاو وشفشاون، حيث يكتفي حاليا بتقدم العلاج البديل بـ"الميطادون" لحوالي 2016 شخصا، فيما تم وضع 1500 مدمن في لائحة الانتظار الخاصة بالمركز من أصل أزيد من 10 آلاف شخص وقعوا في فخ إدمان المخدرات بشتى أنواعها، وخاصة القوية منها، نتيجة عجز المركز عن مسايرة الطلبات التي تقدم من طرف المدمنين أو أسرهم، بالنظر لعدم كفاية الأطر الطبية.
واتهم المرصد وزارة الصحة ومصالحها الخارجية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، بالتملص من جميع مسؤولياتها في ضمان الحق في العلاج لمدمني المخدرات من خلال توفير الأطر الصحية ومادة "الميطادون" المستعملة في العلاج البديل من جهة، إضافة إلى تقريب الخدمات بإنشاء شبكة مراكز بمدن المنطقة، من جهة أخرى، بعد أن "جرف" الإدمان الآلاف نتيجة تركيز شبكات الاتجار في المخدرات القوية لنشاطها في مدن الشمال، وإغراقها للسوق بمخدرات قوية ومغشوشة بعد خلطها بمخدرات قادمة من بعض الدول الإفريقية التي تستغل كنقط عبور لكارتيلات المخدرات بأمريكا اللاتينية.
المرصد يحذّر
حذر المرصد الجهات المسؤولة من التبعات الصحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخطيرة لظاهرة ارتفاع عدد مدمني المخدرات منها ارتفاع عدد المصابين بالسيدا، وتشمع الكبد الوبائي بنوعيه نتيجة استعمال حقن ملوثة، إضافة إلى انتشار داء السل والتفكك الأسري وارتفاع نسبة الطلاق والجريمة.
وأشار المرصد إلى أن هذه التبعات الخطيرة لن تتوقف عند هذا الحد في حال توقف المركز الوحيد لمعالجة الإدمان عن تقديم خدماته في ظل الضغط الكبير الذي يعاني منه، بل ستتطور الى ارتفاع عدد وفيات المدمنين، وتزايد حالات السرقة والاعتداء التي ينفذها بعض المدمنين لتامين جرعات المخدرات، وهو ما يفرض حسب المرصد التعجيل بخلق مراكز جديدة "لضمان حق العلاج لفئة المدمنين باعتبارهم أفرادا كاملي المواطنة، مع توفير الحماية للعاملين بمركز معالجة الإدمان بتطوان عبر توفير الأمن والرفع من عدد الأطر الصحية".