في البداية، تعود يومية أخبار اليوم، إلى يوم أمس الثلاثاء، حيث كان "لافتا طلب تقدم به دفاع الموثقة، عائشة المسعودي، صاحبة اللائحة الشهيرة، في إحدى قاعات محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، من أجل الاستماع إلى شريط صوتي سجلته الموثقة بنفسها، ويوجد ضمن محجوزات القضية، تتحدث فيه إلى مسؤول قضائي."
وتضيف اليومية، أن "أحداث الشريط تعود إلى يوم 10 يونيو 2013، حين استقبلت وابنتها من قبل المسؤول القضائي، وتحدثتا عن معاناة الموثقة مع أشخاص غرباء قالت إنهم يطاردونها باستمرار، ويلحون عليها لمرافقتهم من أجل ملاقاة المسؤول القضائي نفسه".
وتضيف المحامية، حسب ما نقلت اليومية، “ أن المسؤول القضائي اتصل بموظفين من أجل معرفة ما إذا كانت الموثقة مطلوبة لدى العدالة في قضية ما قبل أن يرد عليها بالقول “غير سيري كوني هانية معندك والو”، حسب رواية والدتها.
ونقرأ أيضا، أن الأم تضيف "المسؤول القضائي أخبر الأم المحامية وابنتها الموثقة بأنه سيكلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لإجراء بحث حول لائحة القوائم التي جرى نشرها بأحد المواقع الإلكترونية في الخامس من يونيو الماضي، حيث ضمت الأسماء الكاملة والأوصاف الجسمانية لمجموعة من الشخصيات وأبناء الميسورين ينظمون علاقات جنسية وسهرات افتراضية، تستهلك فيها المخدرات الصلبة، بشقق وسط الدار البيضاء".
وفي معطى آخر، أوردت أخبار اليوم، أن "الموثقة ابلغت المسؤول القضائي بأن لديها تقارير جديدة، وبأنها ترغب في تسليمها له، قبل أن يتم اعتقالها يوم 20 يونيو الماضي من طرف عناصر الشرطة القضائية".
بدأ التشويق
بالعودة إلى تفاصيل هذا الملف الذي يعود لشهور، لا بد من التذكير، أن الموثقة المتهمة، كانت منذ القبض عليها وهي تردد أن جهة قضائية هي من طلبت من موكلته جمع المعلومات عن مستهلكي الكوكايين، وتحديد لائحة بذلك، بحكم اختلاطها بأوساط راقية، وهو ما لا يتعارض على الأقل، مع ما يعبر عنه دفاع المتهمة، الذي يصر أن هناك جهات كانت تضغط على الموثقة لتفعل فعلتها.
من جهة أخرى، ليس من المفهوم البتة، أن يصر دفاع المتهمة على أن فعلتها تدخل في إطار الواجب الوطني، فمتى كان التشهير بالناس وبأعراضهم، من صميم العمل الوطني؟ ومن سوء حظ دفاع الموثقة أن للمتابعين للملف ذاكرة قوية، ونتذكر كيف كان يطالب بأن تتابع موكلته بقانون الصحافة، وفي الوقت نفسه، يقول إن اللائحة التي نشرت على الموقع الإلكتروني، ماهو إلا تلفيق، "لأن 99 في المائة من الصحافة مجرد كذب" !
لكن مع ذلك، مادام الملف بين أنظار العدالة، فلابد من عدم استسهال الشريط الذي تدافع به الموثقة عن نفسها، فمن يدري قد يكون هو حجر الزاوية في هذا الملف، الذي أقحم فيه أبناء أثرياء الداء البيضاء.