زليخة نصري في أعين من عايشوها عن قرب

DR

في 16/12/2015 على الساعة 11:50

شكل رحيل زليخة نصري، مستشارة الملك محمد السادس، صباح اليوم الأربعاء، عن سن يناهز 70 سنة، إثر جلطة دماغية صدمة كل من عرف الراحلة، سواء من قريب أو من بعيد.

بالنسبة لنزهة الصقلي، القيادية في حزب التقدم والاشتراكية، فإن "المغرب ضاغ في شخصية نسائية عظيمة ومتميزة وواضحة، حيث لعبت الراحلة زليخة نصري دورا أساسيا كأول امرأة تشغل منصب مستشارة للملك محمد السادس".

وقالت الصقلي في تصريح لـLe360، إن الراحلة "تميزت بالعطاء الكبير لهذا الوطن، ورغم أنها اشتغلت في الظل لكنها أعطت الكثير وأهدت حياتها كلها لخدمة المغاربة".

وتابعت الصقلي: "زليخة لعبت دورا أساسيا في الإشكاليات الاجتماعية إلى جانب صاحب الجلالة، كما لعبت دور المرافقة لقانون الأسرة منذ سنة 2003، حيث كانت متمكنة من الملف الذي اشتغلت عيله كثيرا، ومازلت أتذكر اجتماعاتها مع جميعات المجتمع المدني من أجل التفكير ولعب دور الوساطة لوضع المجتمع المدني في صلب الإصلاح الكبير لمدونة الأسرة".

من جانبه، قال المناضل السياسي صلاح الوديع في حق الراحلة: «عادة ما يقال رجل دولة ذهب، لكن بكل سهولة يمكننا أن نقول امرأة دولة ذهبت، فميزات زليخة نصري كانت بارزة جدا".

وأضاف الوديع في تصريح لـLe360 "شخصيا عرفتها في العديد من المحطات، لكن ما ظل راسخا في ذهني هو بساطتها وبديهيتها في شغلها لموقع مستشارة للملك، وهو موقع نادرا ما توفر للنساء، ولم تشعر زليخة بأن كونها امرأة يمكن أن يشكل عائقا في مهمتها».

وأَضاف «زليخة نصري كانت لها القدرة على ضبط الأشياء الكبرى النظرية والملموسة والعملية، إضافة إلى أنها كانت تملك صرامة منهجية في عملها وأقوالها وسلوكها وعلاقتها، وهو ما يمكن أن يعتبره البعض شخصية حادة ولكني شخصيا أفضل أن تكون امرأة الدولة تمتلك هذه الصرامة».

وتابع الوديع «طوال حياتها لم تشر إليها الأصابع ولو بكلمة واحدة، وهذا ما يجعلني أؤكد أن ما يمكن أن يقوم به الرجال يمكن أن تقوم به النساء، وزليخة نصري نموذج وخير دليل على ذلك، وكل من يريد أن يفصل المجال بين تحمل المسؤولية بين الرجال والنساء يمكن أن يثبت له العكس عن طريق حياة زليخة نصري الحافل بالإنجازات، فحياتها هي أفضل جواب على التقلدانية والتنقيس من قدر النساء الذي يأتي في بعض القراءات الدينية المتخلفة».

بدورها، عبرت عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي عن صدمتها من رحيل زليخة نصري، الذي جاء مفاجئا بالنسبة إليها.

وقالت الشنا في تصريح لـLe360 "لاحظت في آخر لقاء كان لها مع الملك محمد السادس علامات التعب البادية عليها، وهو ما جعلني أحدث نفسي وأقول بأنه لم يسبق لي أن رأيت زليخة نصري في تلك الحالة".

وتابعت «للأسف كانت صدمتي كبيرة صباح اليوم حين علمت بخبر رحيلها، فأنا لم أستفق بعد من صدمة رحيل فاطمة المرنيسي لتأتي صدمة رحيل زليخة نصري، ففي فترة وجيزة خسر المغرب سيدتين من العيار الثقيل».

وأضافت: «تعرفت على زليخة أول مرة حين أصبحت أول كاتبة للدولة في الحكومة، فقد كانت من الشخصيات التي فتحت الباب لجمعيات المجتمع المدني والتي دخلت معهم في حوار بناء.. زليخة كانت شخصية قريبة من الجميع وعلاقتها كانت ودية مع كل من تعاملت معهم، ورحيلها سيظل خسارة في حق المغرب».

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 16/12/2015 على الساعة 11:50