وذكرت الجريدة، في مقال على صفحتها الأولى، أن الملف المتعلق أساسا باختلاس المكالمات الهاتفية بعد تحويلها لفائدة أعضاء الشبكة، والذي أجرت فيه الشرطة القضائية التابعة لأمن وجدة أبحاثها الأولية، قبل أن تدخل مصالح "بسيج" على الخط، كشف معطيات جديدة حول نشاط الشبكة الإجرامية وطرق التخطيط لإجراء تمويلات إرهابية.
وكان المتهم التركي يخطط لتخصيص جزء من الأموال المتحصل عليها من هذه العمليات الإجرامية لتمويل أنشطة التنظيم الإرهابي سالف الذكر بالساحة السورية العراقية وخارجها.
وتقول اليومية، إن بلاغ لوزارة الداخلية صدر أمس الأربعاء، كشف أن أحد المتهمين ضمن خلية التركيين وشريكهما المغربي، الموقوفين منذ أسبوع، من طرف المصالح الأمنية بوجدة لتورطهم في عمليات اختلاس وقرصنة المكالمات الهاتفية لإحدى الشركات الوطنية للاتصالات، ساهم في تسهيل عودة مقاتلين إلى أوروبا تحت غطاء لاجئين سوريين.
وزاد البلاغ ذاته أن المشتبه فيه التركي عين من طرف قادة "داعش" مسؤولا لما يطلق عليه داخل التنظيم الإرهابي "اللجنة الشرعية" لكتيبة بـ"ريف حماه" بسوريا.
وتضيف اليومية، نقلا عن مصادرها، أن المتهمين الموجودين رهن الحراسة النظرية بموجب قانون الإرهاب يخضعون لتحقيقات موسعة، تحت إشراف الوكيل العام لاستئنافية الرباط، وأنه تجرى الأبحاث عن مشاركين افتراضيين لهم، لطبيعة الجرائم المرتكبة والتي تقتضي وجود شركاء خارج المملكة.
ولم تحدد مصادر أسماء الإرهابيين المتخفين في صفة لاجئين سوريين، الذين ساعدهم المشتبه فيه الرئيسي، كما لم يعلن أيضا إن كانت الاعتقالات همت أشخاصا آخرين.
وحسب بلاغ وزارة الداخلية، فإن المشتبه فيهم سيحالون على النيابة العامة المتخصصة، فور انتهاء البحث الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
تمويل الإرهاب
وأظهرت الأبحاث في خلية التركيين، تعدد مسارات تمويل الإرهابيين، إذ بسبب المراقبة التي تجريها المصالح المختصة حول الحوالات المالية، الواردة من الخارج، توجهت إلى محاولة خلق مراكز للتمويل، خارج بؤر التوتر، بالاعتماد على جرائم جديدة متطورة، يصعب كشفها، من قبيل قرصنة المكالمات الدولية، كما أبانت التحقيقات، عن أن كل هذه الأعمال الإجرامية، ورغم ما تكبده من أضرار مالية وتصتيفها في خانة السرقات والاختلاس، إلا أنها تعد بالنسبة إلى المتطرفين من الموالين للإرهاب، جهادا يساهم في تنفيذ الهجمات التخريبية والإيذاء العمدي وتهجير المقاتلين.