وحسب المتضررين فقد بقيد الوعود نفسها وبقي معها المشكل قائما، إذ صرح بعضهم لـLe360 بأن مصالح بلدية أولاد التايمة ومجلسها المنتخب الجديد، وقفوا عاجزين أمام أكوام النفايات التي أصبحت قنبلة بيئية موقوتة تتسبب في انفجارات محتملة بسبب تفاعل الغازات الداخلية، مضيفا أن التأثير الثاني لهذا المشكل البيئي يتمثل في الغازات عن طريق عملية التخمير، والأدخنة المنبعثة والناتجة عن احتراق النفايات الصلبة داخل المطرح.
ومن جهة أخرى، شوهت مزبلة أولاد تايمة المنظرالطبيعي لغابة من شجر الأركان بسبب الأكياس البلاستيكية التي احتلت الحقول الزراعية وأسراب الطيور المهاجرة التي لا تفارق المكان، والأزبال التي ترمى في الطرق المؤدية إلى المطرح نتيجة إهمال شاحنات الشركات المكلفة بالنظافة، ويقول أحد الفلاحين الشباب إن مشكل انتشار أكياس البلاستيك يؤرقنا، وأرجع المتحدث نفسه السبب إلى الرياح وعدم وجود معالجة مضبوطة لهذه الأكياس التي يمكن التخلص منها عن طريق طمرها أو إحراقها.
سبب تواجد هذا المطرح العشوائي وسط السكان بأولاد تايمة، جاء بعد إرسالية وجهت من عامل تارودانت سنة 2011 إلى رئيس المجلس البلدي للمدينة ـ السابق ـ تخبره بضرورة وقف نهائي لرمي الأزبال بمطرح بوادي سوس، مما اضطر مسؤولي البلدية آنذاك بحشر عشرات الأطنان من النفايات المنزلية داخل المستودع البلدي في انتظار إيجاد مطرح قار، بعد أن امتنعت معظم الجماعات المجاورة للمدينة، عن السماح برمي هاته النفايات داخل مجال نفوذها الترابي، في وقت كانت البلدية تنقل نفاياتها المتراكمة إلى وسط واد سوس سنين خلت، رغم خطورة انعكاسات ذلك على الفرشة المائية الباطنية، وكذا دون الأخذ بعين الاعتبار العديد من الشكايات التي توصلت بها الجهات المعنية من طرف مجموعة من الدواوير القريبة من المطرح البلدي الموجود بتراب جماعة إيسن المجاورة.
وأفادت مصادر لـLe360 أن وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، كانت بدورها بعثت بإرسالية تحذيرية شديدة اللهجة إلى مصالح عمالة الإقليم، منعت بموجبها الاستمرار في طرح النفايات والأزبال وسط واد سوس، لما لهاته العملية من تأثيرات سلبية جراء تضرر الفرشة الباطنية وكذا تلوث المجال البيئي عموما، غير أن ما حرك مصالح الوكالة- تستطرد مصادرنا- هو جرف أطنان من الأزبال خلال الأمطار الأخيرة إلى مجال قريب من محيط القصر الملكي بأكادير، الأمر الذي تسبب في انبعاث روائح نتنة، وكذا تشوه جمالية المنطقة بالمواد الصلبة القوية، التي ظلت عالقة بضفاف الواد بعد توقف جريان المياه التي تصب مباشرة في شاطئ أكادير، الذي حاز مرارا على جائزة الجودة، وهو ما تسبب في غضب جهات عليا على هذا الوضع البيئي المزري.
وذكرت المصادر نفسها أن عمال النظافة بمدينة أولاد تايمة عمدوا بعد هاته الأزمة الطارئة إلى محاولة رمي النفايات في منطقة تمتد على 10 هكتارات، تابعة للمياه والغابات بمحيط جماعة سيدي موسى الحمري، غير أنه سرعان ما فوجئوا بالعشرات من أهالي المنطقة مسلحين بالعصي والهراوات يحذرونهم من مغبة رمي الأزبال وسط جماعتهم.
كما حضر إلى عين المكان مسؤولو السلطة المحلية ومصالح المياه والغابات، التي رفضت بدورها تخصيص هاته المنطقة لطرح النفايات لعدم وجود أي مذكرة في هذا الإطار، وهو ما جعل أعوان النظافة يعمدون مرغمين إلى العودة بشاحناتهم المحملة بالأزبال مجددا إلى المدينة وإفراغها بالقرب من أحياء سكنية ليستمر المشكل وتستمر معه المعاناة في غياب مطرح جديد كمحطة لمعالجة النفايات.