وقال ابراهيم، أحد سكان دوار إماديدن بجماعة سيدي حساين بإقليم تارودانت، إنه يفضل البقاء في المنزل طيلة المدة التي تشهد فيها درجة الحرارة ارتفاعا مهولا، باعتبار المنزل يتوفر على غرف مشيدة بطرق تقليدية تضم أعمدة خشب يحيط بها التراب من كل الجوانب، ما يجعلها باردة ومناسبة تماما للاسترخاء وانتظار انخفاض الحرارة خارج البيت.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن أهل القرية يختار البعض منهم الهروب في النصف الأول من اليوم إلى تحت ظلال الأشجار، حيث الماء والخضرة وجمال الطبيعة ويستمتعون بخرير المياه قبل أن يتبادلوا النقاش في مواضيع متعددة أهمها مصالح الساكنة ومطالبها وانتظاراتها وكيفية حماية القرية من الفساد والتهميش، على حد قوله.
من جانبه، أوضح علي، أحد سكان المنطقة، أن موجة الحرارة التي تشهدها البوادي بإقليم تارودانت تتجاوز أحيانا المصرح به من طرف المديرية العامة للأرصاد الجوية حيث تبلغ مستويات قياسية إلا أن ذلك لا يمنع السكان من العمل المعتاد كالسهر على سقي مزروعاتهم المختلفة ورعي أغنامهم وجلب الحطب والماء الصالح للشرب من البئر أو «السواقي» المائية التي تتميز بها هذه الدواوير النائية.
وأشار المتحدث، في تصريحه لـLe360، إلى أن نساء القرية هن كذلك يلتزمن بقواعد الصيف حيث يستيقظن باكرا للقيام بالأعمال المنزلية وغسل الملابس بالسواقي المائية وبالقرب من خزانات المياه التقليدية قبل أن تصبح الشمس حارقة ويعدن للبيت لإتمام ما تبقى من الانشغالات المنزلية وما يرتبط بالمطبخ وغيره.
محمد نيدوحمان، أحد الفلاحين بالدوار المذكور، أكد في تصريح لـLe360، أن موجة الحرارة تحتِّم عليه الاستيقاظ باكرا لسقي حقوله ولجلب الماء ولإنهاء كل الأشغال الخارجية قبل منتصف النهار حيث يعود أدراجه إلى منزله إلى أن تنخفض درجة الحرارة مجددا، مضيفا أن الحياة في البوادي تبقى جميلة وتجربة رائعة بالمقارنة مع المدن، منبها إلى بداية تراجع الفرشة المائية وشح الأمطار بالمنطقة ما يهدد الاستقرار ويفرض على بعض الفلاحين التفكير جديا في إيجاد حلول أنجع لمواجهة هذه الأخطار مستقبلا.



