هيام ستار.. رحلة مثيرة للجدل من «النجومية الافتراضية» إلى السجن

اليوتيوبر المثيرة للجدل عائشية الصريدية الملقبة بهيام ستار

في 31/12/2024 على الساعة 11:40

بورتريأصدرت المحكمة الزجرية الابتدائية بعين السبع في الدار البيضاء، مساء الإثنين 30 دجنبر 2024، حكما بالسجن النافذ لمدة أربع سنوات على اليوتيوبر عائشة الصريدي، المعروفة باسم « هيام ستار ». كما حُكم على زوجها بالسجن النافذ لمدة سنة واحدة. بالإضافة إلى ذلك، قررت المحكمة إغلاق قناتها على منصة «يوتيوب» بشكل نهائي.

وجاءت هذه الأحكام بعد إدانة «هيام ستار» بتهم متعددة، من بينها «إهانة القضاء» و »العنف ضد الأطفال» و«التشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي» و«الإخلال بالحياء العا».

واستندت هذه التهم إلى شكايات قدمتها جمعيات حقوقية، بالإضافة إلى تحقيقات أُجريت بعد ظهورها في مقاطع فيديو بملابس وُصفت بأنها « مخلة »، واتهامات بالسب والقذف والاعتداء الجسدي على أطفالها، فضلا عن تصريحاتها باعتناق المسيحية وترك الإسلام.

وظلت «هيام ستار» خلال الآونة الأخيرة مثار جدل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث اشتهرت بنشر مقاطع فيديو تتضمن محتوى اعتُبر مستفزا ومخالفًا للأعراف والتقاليد الاجتماعية.

ولا تقدم هذه « اليوتيوبر » أي «محتوى مفيد» عبر قناتها على منصبة يوتيوب، إنما تبث فقط مقاطع فيديو بتقنية البث المباشر من داخل بيتها حيث تعيش مع أولادها من زيجات مختلفة، وتستخدم وضعيتها الهشة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا لاستعطاف متابعيها لكي يبعثوا لها بالأموال.

وواجهت مؤخرا موجة انتقادات واسعة من نشطاء وحقوقيين، بسبب مقاطع فيديو أظهرت ممارسات عنيفة تجاه أطفالها وهي تحت تأثير الكحول، مما أثار استياء عاما. غير أن النقطة التي أدت إلى تحريك النيابة العامة لمسطرة المتابعة في حقها، هي ظهورها في مقطع فيديو وهي تعلن خروجها من ملة الإسلام لتعتنق الدين المسيحي، الأمر الذي دفع جمعيات حقوقية للمطالبة بتدخل السلطات لحماية أطفالها من هذه الظروف الصعبة، مما أدى في النهاية إلى متابعتها قضائيا وإدانتها بالتهم المذكورة.

وجاء اعتقال هذه اليوتيوبر ومحاكمتها في وقت تشهد فيه الساحة المغربية سلسلة من المتابعات القضائية في حق أشخاص يصفون أنفسهم بـ«المؤثرين»، وهو ما اعتبر « حملة » من السلطات لتنظيم المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في ظل تصاعد مطالب مجتمعية تشدد على ضرورة « تنقية » الويب المغربي من خلال الالتزام بالقوانين واحترام القيم المجتمعية، خاصة في ظل الانتشار الواسع لمثل هذه المنصات وتأثيرها السلبي الكبير على فئات واسعة من المجتمع.

من تكون هيام ستار؟

ارتبط اسم « هيام ستار » بعالم منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث أصبحت واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل.

ولدت عائشة الصريدي ونشأت بأحد الأحياء الهامشية بالدار البيضاء، في ظروف اجتماعية صعبة، لكنها قررت أن تسلك طريقا مختلفا قادها إلى الشهرة عبر الإنترنت، ثم إلى قفص الاتهام في قاعة المحكمة.

انطلاقة من العدم

ظهرت هيام ستار لأول مرة على منصة «يوتيوب» في أواخر عام 2020، خلال فترة الحجر الصحي في ظل وباء كورونا. اشتهرت في البداية كراقصة، ثم بدأت تنشر مقاطع فيديو عن حياتها اليومية، وسرعان ما تمكنت من جذب الانتباه بأسلوبها العفوي والجريء وتصريحاتها المثيرة.

وهكذا تحولت قناتها إلى منصة للتعبير عن آرائها في مواضيع شتى، بعضها اعتُبر مستفزا للمجتمع المغربي.

صعود وفضائح

مع مرور الوقت، أصبحت هيام ستار محط أنظار جمهور واسع، حيث جمعت آلاف المتابعين على «يوتيوب» و«إنستغرام». ومع ذلك، لم تخلُ رحلتها من الفضائح. اتهمت في عدة مناسبات بالإساءة إلى قيم المجتمع، خاصة بعد ظهورها في مقاطع فيديو اعتُبرت مخلة بالحياء العام، إضافة إلى تصريحات مثيرة حول تغيير دينها من الإسلام إلى المسيحية.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عنيفة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وجمعيات حقوقية ودينية.

السقوط المدوي

في عام 2024، تصاعدت حدة الانتقادات تجاه هيام ستار بعد انتشار مقاطع فيديو توثق اعتداءات جسدية على أطفالها، بالإضافة إلى اتهامات بالتشهير وإهانة القضاء.

هذه القضايا دفعت السلطات القضائية إلى فتح تحقيقات واسعة انتهت بإدانتها ابتدائيا بالحبس النافذ 4 سنوات.

الأثر الاجتماعي

قصة هيام ستار هي تذكير قوي بأن الشهرة على الإنترنت يمكن أن تكون سيفا ذا حدين. وبينما نجحت عائشة الصريدي في تحقيق شهرة (زائفة) واسعة، يجدر أن تكون نهايتها بمثابة تحذير لكل من يتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة لتحقيق الشهرة بغاية كسب المال دون مراعاة القوانين والقيم المجتمعية.

تحرير من طرف نسرين الناجي
في 31/12/2024 على الساعة 11:40