تلاميذ التعليم العمومي.. مصير مجهول وسط تزايد الاحتقان

أولياء تلاميذ بالدار البيضاء يحتجون ضد إضراب الأساتذة

أولياء تلاميذ بالدار البيضاء يحتجون ضد إضراب الأساتذة

في 23/11/2023 على الساعة 21:28

مازال مصير تلاميذ التعليم العمومي مجهولا لحدود اليوم، في ظل استمرار إضرابات الأساتذة، وغياب حلول لتسوية وضعية القطاع.

فبعد مضي قرابة 3 أشهر من انطلاق الدراسة، وجد تلاميذ التعليم العمومي، خصوصا أبناء الطبقة الفقيرة أنفسهم وسط دوامة من الإضرابات، تنهش حقهم في التعلم وتهدد مستقبلهم الدراسي، بل ترمي بهم نحو المجهول.

ولمواجهة هذه الوضعية، التي تعرف احتقانا وتصعيدا يوما بعد يوم، اضطر عدد من الآباء إلى نقل أبنائهم من التعليم العمومي نحو الخصوصي رغم ضعف الإمكانيات المادية، فيما لم يجد آخرون سبيلا لإنقاذ فلذات أكبادهم سوى مساعدتهم بدروس الدعم.

بدورها، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بأنها ستضع رهن إشارة التلميذات والتلاميذ منصة وطنية خاصة بالدعم التربوي الرقمي عن بعد «TelmidTICE»، وتطبيق الجوال المرتبط بها بشكل مجاني. ف إلى أي حد يمكن لإطلاق هذا الدعم أن يسهم في ملء الفراغ الناجم عن الإضراب؟

وتعليقا على الموضوع، قال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، في تصريح ل Le360، « الدعم التربوي الرقمي الذي أطلقته الوزارة يمكن أن يكون قرارا صائبا إذا عاد التلاميذ للدراسة الحضورية، لأننا وكما نعلم جميعا فدروس الدعم تأتي لتعزيز ودعم المكتسبات».

وأضاف عكوري: « فئة عريضة من التلاميذ المعنيين بالأمر، لا تملك حتى صبيب أنترنيت، للدخول إلى هذه المنصة».

وتابع: « الاحتقان مازال مستمرا والخاسر الأكبر في هذه المعركة هم التلاميذ، خصوصا أبناء الطبقة الفقيرة، أما باقي التلاميذ فتوجهو إلى التعليم الخصوصي، لكن هناك أسر ليست لها إمكانيات». « لن نسكت عن هذا الوضع أكثر سنضع شكاية لدى الوكيل العام للملك لأن مصير أبناء الشعب أصبح مجهولا ».

من جانبه قال مصطفى وهو رجل أربعيني موظف وأب لطفلين، أحدهم في المستوى الرابع ابتدائي والثاني بالباكالوريا، «نتأسف لما آلت إليه أوضاع التعليم العمومي ببلادنا، من الغير المعقول المزايدة بمصير أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة، والمساس بحقهم في التعلم ».

عن تجربتي، يقول المتحدث، « أعيش وأسرتي في ضائقة مادية بعدما اضطررت لنقل أبنائي نحو التعليم الخصوصي، ونحن نعلم كم هو مكلف خصوصا التعليم الثانوي، لكن لم أجد حلا آخر فلا يمكن أن أقف مكتوف الأيدي في وقت يضيع فيه حق أطفالي في التمدرس».

وتابع: « أدفع شهريا 5300 درهم للمدرسة، (1900 للمستوى الرابع و 3400 للبكالوريا) ويعتبر هذا المبلغ منخفضا مقارنة بباقي المدارس الخصوصية». «ناهيك عن واجبات التسجيل والكتب المدرسية»، مشيرا إلى أن المشكل لا يكمن هنا، فحسب المتحدث وجد أبنائه أن هناك فرق كبير بينهم وبين باقي زملائهم من حيث المستوى الدراسي.

من جانبها قالت سهام، وهي ربت بيت، أم لثلاثة أطفال، « بصراحة، الوضع كارثي، مرت 3 أشهر على إعلان انطلاق الدراسة، لكن إذا احتسبنا أيام العطل والإضرابات سنجد أن أبنائنا لم يدرسو سوى بضعة أيام كما نقول «كيديو الطريق ويجيبوها».

وأضافت: « عندي 3 أطفال، بنت وولدين، ابنتي البكر تدرس بمستوى البكالوريا، وولداي التوأم بالمستوى الأول إعدادي، وبصراحة إمكانياتي المادية أنا وزوجي لا تسمح لنا بدفع تكاليف الدراسة بالمؤسسات الخاصة ل 3أطفال».

وتابعت: « ارتأينا أنا وزوجي نقل ابنتنا لمدرسة خاصة لأننا نعلم أن البكالوريا تعتبر شهادة مهمة في مسار كل تلميذ لأنها بوابته نحو المستقبل، وبخصوص طفلينا نساعدهم بدروس الدعم رغم أنها ليست كافية، لكن لم نجد حلا آخر».

يشار إلى أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش،دعا النقابات التعليمية للحوار يوم الاثنين المقبل، مؤكدا أن الحكومة « متشبثة بالتزاماتها المتعلقة بالإصلاح الشامل لمنظومة التعليم وتحفيز هيئة التدريس للقيام بواجبها على أفضل وجه».

وقال أخنوش، اليوم الخميس، في مستهل أشغال المجلس الحكومي، إن «قناعتنا الراسخة هي أن الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد الحلول الناجعة ومعالجة المشاكل المطروحة، لذلك ندعو النقابات يوم الاثنين لعقد جلسة للحوار القطاعي »،مجددا تأكيده على أن« الحكومة على استعداد لتوطيد قنوات الحوار حتى إيجاد الحلول الكفيلة بضمان جودة المدرسة العمومية».

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 23/11/2023 على الساعة 21:28