عاشوراء تحول الدروب إلى ساحات حروب

DR

في 14/11/2013 على الساعة 20:46

أقوال الصحفكشك. طيلة يوم أمس الأربعاء، الذي يصادف ذكرى عاشوراء، تحولت العديد من الأحياء الشعبية إلى أشبه من ساحات معارك بين الصبية والمراهقين، استعملت فيها كل أنواع القنابل الصينية، من "كراناد" و"سكود" و "ميش"، وهو ما خلق استنفارا كبيرا حتم تدخل رجال الأمن.

وقامت يومية الأخبار، في عددها ليوم غد الجمعة، باستطلاع تحدثت فيه عن الأجواء التي سادت في مدينة الدار البيضاء، إذ تقول في هذا الصدد "إن التجول في أزقة درب السلطان، أصبح مستحيلا، حيث المواجهات بين المجموعات تشعر وكأنك في قطاع غزة".

وكشفت اليومية، أنه "مع اقتراب كل عاشروراء، تنتشر المفرقعات الصينية في الأسواق الشعبية بالمغرب، خاصة بمدينة الدار البيضاء لتأخذ طريقها إلى الدكاكاين، والمحلات المختصة ببيع لعب الأطفال".

وتصور الأخبار، ما يحدث خلال هذه الأسواق، إذ تخبرنا "أن الشبان يتحركون بكل حذر وسرية، يحملون حقائب رياضية مملوءة ببضاعة ممنوعة يقتنونها من تجار الجملة والمهربين، ليعاد بيعها للأطفال الذين لا يعرفون مدى خطورتها، والتي قد تصيبهم بأدى كبير، أو حتى بعاهات مستديمة".

وفي استطلاع آخر، قامت به يومية الأحداث المغربية، نقرأ فيه عن الأجواء التي صاحبت الإحتفال بعاشوراء، إذ تحولت بعض الاحتفالات إلى ساحات حروب بين الأزقة والدروب، ولم يسلم فيها الزجاج الخلفي لسيارة تابعة للأمن الإقليمي الحي الحسني الدار البيضاء من "العدوان" الذي شنه بعض المنحرفين، قالت عنهم الجريدة إنهم "استغلوا احتفالات عاشوراء مطية للدخول في صراعات ومشاحنات مع الأحياء المجاورة".

وأمام هذا الوضع، تضيف الجريدة، تدخل عناصر المنطقة الأمنية، من أجل تفريق جموع المتصارعين، وحجز مكبر صوت، إضافة إلى إيقاف بعض الأشخاص الذين ساهموا في إحداث الفوضى بين الأحياء.

اللعب بالنار

فيما تركت يومية الخبر، الصورة، تتحدث، ووضعت على صدر صفحتها الأولى، صورة عن "شعالة عاشوراء"، أسمتها اللعب بالنار، مما يحول تقاليد هذه المناسبة، التي تختزنها الذاكرة الشعبية، إلى حلبة من الحوادث المؤسفة، جراء استعمال القنابل الصغيرة الصينية الصنع.

لقد زاغت مناسبة عاشوراء عن مقاصدها الأصلية، فتحولت من طقس ديني، يصوم فيه المسلمون واليهود، إلى طقس احتفالي يغلب عليه اللعب النار والمفرقعات، ما يجعل حياة الناس في خطر.

ولعل ما شهدته الأحياء الشعبية طيلة مساء أمس الأربعاء، كفيل بأن يوقظ المسؤولين الأمنيين، من أجل البحث عن الطريقة التي يتم بها استيراد المرفقعات من الصين، ليس فقط بسبب خطورتها على الأطفال والمارة، لكن أيضا نظرا لجهل كيفية صنعها، وطبيعة المكونات الكيميائية التي تدخل في تركيبها. ما يستدعي تغيير المقاربة الأمنية، بغية تتبع مصدر هذه المنتوجات، والمتسببين في رواجها.

لقد تحولت العديد من الأزقة، في غضون ساعات، إلى أشبه بمخلفات حرب، هذا التحول في احتفال عاشوراء من يوم للفرح إلى العنف، مرده أساسا تلك التغيرات البنيوية التي وقعت على المجتمع المغربي، وجعلت صبيته ومراهقيه، يميلون إلى العنف للتعبير عن الاحتفال بهذه المناسبة.

في 14/11/2013 على الساعة 20:46