وقالت يومية "الصباح" في عددها ليوم غذ الخميس إن جلسة محاكمة المتهم المسمى "م.ي" تميزت بحضور العديد من الفعاليات الحقوقية بالمدينة، التي أعلنت منذ الاعتداء على الضحية مؤزرتها ومساندتها لها.
وأوضحت الجريدة أن النيابة العامة بسطت خلال جلسة المحاكمة وقائع القضية والأسباب التي أدت بالضنين إلى ارتكاب فعل جرمي انتقاما من زوجته، التي قررت أن تسلك مسطرة الطلاق بعدما استحالت العشرة بينهما.
واعتبر ممثل النيابة العامة أن الأركان التكوينية للجريمة المتابع بها الضنين ثابتة وتصريحات الشهود جاءت هي الأخرى واضحة، مطالبا بإنزال أقصى العقوبات في حق الموقوف حتى يكون الحكم الذي يصدر في حقه رادعا له ولكل من سولت له نفسه ممارسة العنف على النساء، معتبرا أنه ليس هناك أي مبرر كيفما كان الحال لارتكاب هذا الفعل الجرمي بهذه البشاعة.
وأوردت "الصباح" أن الحكم خلف ارتياحا في صفوف العديد من الفعاليات الحقوقية، إذ اعتبرت إحدى الحقوقيات في تصريح للجريدة أن الحكم الصادر في هذه القضية يمكن أن يكون رادعا للمتهم ولأمثاله ممن يعرضون النساء للعنف موضحا رغم أن هذه الأحكام لا يمكن أن تعالج الجروح النفسية التي تخلفها مثل هذه الأحداث.
قصة الاعتداء
تعود وقائع هذه القضية إلى الأسابيع القليلة الماضية، حينما هاجم المتهم طليقته أمام منزل أسرتها وباغتها بطعنة غائرة في خدها الأيمن لتسقط الضحية أرضا، ثم حاول بعد ذلك الهرب غير أن مجموعة من سكان حي كاوكي الذي كان مسرحا للجريمة أوقفوا المتهم وسلموه للشرطة التي وضعته رهن الحراسة النظرية بناء على تعليمات نائب وكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة في حين تم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس.
ويستفاد من وثائق الملف أن المتهم تزوج بالضحية منذ مدة غبر أنه طفت على السطح العديد من الخلافات الزوجية التي تدخل على إثرها أفراد أسرتي الزوجين عدة مرات لتذويب وإصلاح ذات البين بينهما، غير أن تكرار تلك الخلافات وبروز مشاكل أخرى جعلا الزوجة تلجا إلى مسطرة التطليق للشقاق، إذ أودعت طلبا لدى قضاء الأسرة وبعد استنفاذ مسطرة الصلح بين الزوجين طبقا للقانون شرعت هيأة الحكم في مناقشة القضية ليتقرر يوم الحادث حجز الملف للمداولة، وهو الأمر الذي لم يستسغه الزوج الذي ظل يرفض منذ البداية فكرة الطلاق.
خلال ذلك اليوم وبعد أن غادرت الزوجة المحكمة رفقة والدتها ظل الزوج يتتبع خطواتها إلى أن وصلت إلى منزل أسرتها وهناك انتظر إلى حين خروج والدتها للتبضع ليتوجه إلى المنزل وهناك اعتدى عليها بالقرب من مدخل المنزل إذ امسك بتلابيبها ووجه إليها طعنة غائرة بسكين كبيرة الحجم.
وسبق للضحية إبلاغ عناصر الشرطة بأنها تتعرض لتهديدات بالاعتداء عليها من قبل زوجها كلما التقته خلال جلسات التطليق دون أن يتم إيقاف المتهم أو إجراء بحث معه في شان المنسوب إليه.