الموضوع جاء في يومية الصباح عدد نهاية الأسبوع، قالت أن المثل القائل «لمرا الرقيقة لا يجي لعجاج ويطيرها » يطارد الفتاة النحيفة في المجتمع الصحراوي والتي تعتبر « عارا » على العائلة ودلالة على بخلها وفقرها، كما تحظى بفرص زواج أقل إن لم تكن معدومة، أما إن كانت متزوجة فهي لا تعتبر ذات أهمية بالنسبة للعائلة، إذ تعتبر سمنتها دليلا على كرم الأل وثرائهم.
وحسب اليومية فقد أضحت السنمة قناعة داخلية لدى العديد من الصحراويات اللواتي أصبحن يفضلن الجسد الممتلئ الذي يجلب لهن الحظ أكثر في الحصول على زوج غني، إذ يكون إقبال العرسان الباحثين عن زوجات غالبا على البيوت التي تتوفر على فتيات ذوات كتل ضخمة من الشحم واللحم، ويعتبرن مفخرة لأهلن، فكلما اكتسبن كيلوغرامات زائدة كلما اكتسبن احتراما وتقديرا أكثر.
وحسب اليومية دائما، فإن نسبة ضئيلة جدا تفضل المرأة النحيفة، إلا أن الميول للفتاة الصحراوية السمينة موروثا صحراويا متجذرا في أعماق الثقافة الصحراوية.
وعن طريقة كسب نساء الصحراء للوزن تقول الصباح بإن « التبلاح » يعتبر من الطرق الشائعة بالجنوب الصحراوي، والمقصود بها عملية التسمين والتي تتم عبر مجموعة من المراحل، تنبني أولها بالأساس على الجانب النفسي، إذ تقوم النساء بإقناع بناتهن بالخضوع لها، خوفا من العنوسة، ويتم هذا الإقناع بمختلف الطرق سواء بالكلام أو أحيانا باللجوء إلى طرق قاسية مثل الضرب والإكراه.
وأضافت اليومية بأن المرحلة الثانية فتتمتل في عملية « الحقين »، إذ تتوجه النساء رفقة بناتهن نحو شاطئ البحر في الصباح الباكر، ويقمن بنصب خيم والجلوس فيمها أزيد من شهرين من أجل الحصول على نتائج مرضية، ثم يأخذن قنينات ضخمة موصولة بأنبوب رقيق، يملأن هذه القنينات بماء البحر بعد تدفئته ثم يدخلن الأنبوب في مؤخرة الفتاة من أجل تنقية أمعائها استعدادا لعملية البتلاح، بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الثالثة، وهي مرحلة الأعشاب، والتي تتناول خلالها الفتاة خليط من الأعشاب التي تطحن ويتم مزجها مع زيت الزيتون وتصنع منه كويرات صغيرة كما يقومون بصنع العجينة.
وحسب اليومية فإن الفتاة يتم إرغامها على تناول أكبر قدر ممكن من لحم الإبل والشواء، ويمنع عليها منعا كليا تناول الخبز والمعجنات، كما يمنع عليها القيام بأي حركة من شأنها أن تتعبها، ويتوجب عليها الأكل والنوم فقط، والاهتمام ببشرتها وشعرها، إلى أن تكلل عملية التسمين أو التبلاح بنجاح.
آلام ومعاناة
تصاحب عملية التبلاح آلاما حادة، خصوصا في مرحلة الحقين، فبعد ضخ مياه البحر داخل أمعاء الفتاة، تحس هذه الأخيرة بآلام شديدة تنخر بطنها، حيث تدوق الويل من العملية، وإضافة إلى الألم، تعاني الفتيات من قسوة النساء اللواتي يكلفن بتبليجهن، إذ يقمن بربط أصابعهن أحيانا بعيدان صغيرة مثقبة وحادة يتم الضغط عليها في حال عدم إتمام الفتاة لأكلها، وإن اكتفت فالصحن المملوء مرفوض.