"الجمرة الخبيثة" التي ضربت السكان وأهملت وزارة الصحة أخذ ملفها بالجدية اللازمة، أغضبت فئات واسعة من المواطنين في المنطقة. وموسيقى أعالي الجبال لم يردد صداها في الموسم هذه السنة، نتيجة ارتباك في عملية التنظيم، وغياب الحس "النضالي" بأهمية رد الاعتبار للموسم من قبل المسؤولين الذين يدبرون الشأن المحلي بإقليم ميدلت.
الارتباك بدا واضحا في التأخير الذي حصل في موعد انطلاق الموسم، إذ ينطلق كل سنة نهاية شهر غشت، لكنه تأخر انطلاقه هذه السنة إلى منتصف شهر أكتوبر الحالي.
ولم يحظ الموسم، في صيغته الحالية، سوى بإقبال ضعيف من قبل التجار في المراكز الحضرية المجاورة، ولا بزيارة أفواج من المواطنين يأتونه من مختلف جهات المغرب، ولا من طرف السياح الأجانب الذين يفدون فرادى وجماعات، للتعرف على مغرب آخر كل شيء فيه يتم بناء على منطق الجماعة، بما في ذلك الزواج.
المواطنون الغاضبون في أعالي الجبال بإملشيل انتقدوا غياب السلطات المحلية في ما شهدته دواويرهم المعزولة من مخلفات الفيضانات التي شهدتها في الآونة الأخيرة.
فبالنسبة لهم، المسؤولون المحليون غير منشغلين بمعاناتهم، ولا داعي للاحتفال في موسم يأتي فيه بعض المنتخبين والإداريين لالتقاط صور تذكارية معهم يطلب فيها منهم أن يبتسموا، في حين أن الواقع المعيش، لا وجود فيه سوى للمرارة.