وتخبرنا يومية المساء الصادرة يوم غد الخميس، أن "عمالا بإحدى الورشات الخاصة بإقامة مشروع سياحي يمدينة مراكش، اكتشفوا، عندما كانوا يقومون بحفر الأرض جماجم وعظاما بشرية، مما أحدث رعبا في صفوفهم، بعد أن تبادر إلى ذهنهم أن الأمر يتعلق بجريمة قتل تم التستر عليها بدفت الجثث في مكان الأشغال".
وتضيف اليومية، أنه "ساد اضطراب وخوف شديدين في صفوف عمال البناء البسطاء، من هول ما رأته أعينهم من جماجم وعظام منخورة، مما جعلهم يقفون مشدوهين أمام الحدث".
وتحدثت اليومية، "أنه في الوقت الذي فكر بعض العمال في مغادرة المكان والانصراف إلى حال سبيلهم، وترك الوضع على ما هو عليه خوفا من أن تلصق بهم تهمة جريمة مضى عليها زمن طويل، فإن حكمة أحد العمال، جعلت الجميع يعودون إلى جادة الصواب، ويقرروا القيام بخطوة معينة، فقد قام أحد العمال الذي حافظ على هدوئه وصوابه بإخبار رئيسه في ورشة البناء “الطاشرون”، هذا الأخير، تضيف المساء، هرع صوب مكان دفن العظام البشرية، ليقوم بربط الاتصال بالمصالح الأمنية، التي هرعت صوب ورش البناء".
استنفار أمني
وفي تطورات الواقعة، طوقت مصالح الشرطة القضائية المكان الحساس بشارع محمد السادس، وباشرت عناصر تنتمي للشرطة العلمية، عملية التحرير وجمع العظام من المكان بعد أن اكتشفت أن الأمر يتعلق بجثث عديدة مدفونة بالمكان، الذي سيتحول خلال الشهور المقبلة إلى مشروع سياحي مهم بالمدينة الحمراء.
واستنادا دائما إلى المساء، فإن التحقيقات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية تفيد بأن الأمر يتعلق بمقبرة قديمة بالمدينة الحمراء نافية فرضية أن يكون الأمر يتعلق بجريمة قتل مضى عليها الزمن.
عديدة هي الأسئلة التي تثيرها أخبار مثل هذه، فقبل أن تجزم المصالح الأمنية في كون الأمر يتعلق بمقبرة، وجب تدخل الباحثين الأريكيولوجيين من أجل تحديد عمر هذه الجثث التقريبة والإجابة عن سؤال إلى أي حقبة ينتمون، علاوة على بعض التفاصيل التي يكشف عنها عادة علماء الآثار، فلا يجب البتة أن يطوى الملف لمجرد أن الجثث كانت مدفونة في اتجاه القبلة.
غالبا ما تغيب عقلية الحفاظ على المآثر في أعين المصالح الأمنية، وحتى المجالس المنتخبة، نذكر هنا كيف حطمت أسوار تاريخية ومآثر عمرانية قديمة بسبب جهل المسؤولين، وجزء من موقع اللوكوس الأثري شاهد على ذلك، عندما تسبب مرور الطريق السيار في اتجاه العرائش بتحطيم هذا الجزء المهم من الذاكرة التاريخية المغربية.