وذكرت اليومية بأن هذا الأمر دفع كبار شركات التبغ في العالم إلى تحريك الشرطة الدولية «انتربول»، ومنظمة الصحة العالمية، وكذا التنسيق مع الحكومات، من أجل مواجهة مخاطر التهريب، خصوصا في المغرب، إذ دق فرع مجموعة «فيليب موريس» الأمريكية ناقوس الخطر، وأطلق حملة تحسيسية واسعة لتحفيز السلطات والمستهلك على مواجهة منتوجات التبغ المهربة.
وحسب اليومية استندت الشركة التي تسوق علامة «مارلبورو» في المغرب، الأكثر تضررا من التهريب، إلى أهمية قطاع التبغ، باعتباره موردا ضريبيا مهما، إذ تمثل الرسوم نسبة 60 في المائة من بنية أسعار السجائر، التي تدر على خزينة الدولة ما مجموعه ثمانية ملايير و676 مليون درهم، برسم توقعات القانون المالي الحالي، في الوقت الذي أكدت إدارة الشركة خسارتها 300 مليون درهم بسبب تنامي تجارة تهريب السجائر، خصوصا في الجهة الشرقية للمملكة، رغم المجهودات المبذولة من قبل الإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة، التي أظهرت نتائج دراسة مشتركة مع المهنيين، تمكنها من حجز 25 مليون علبة السنة الماضية، مقابل 18 مليون علبة خلال سنة سابقة.
وحسب اليومية فقد كشفت عبلة بنسليمان، المسؤولة عن الشؤون العامة في «فيليب موريس » تمكن الشركة، بفضل جهود الإدارة العامة للجمارك من استعادة حصة تتراوح بين 2 و4 في المائة في السوق، خصوصا في الجهة الشرقية، مشيرة إلى أن هذه الجهود، يمكن أن تعزز باستراتيجية تجارية موازية، من أجل الحد من رواج تجارة السجائر المهربة، وذلك من خلال تعزيز عرض المنتوجات في سلة أسعار تتراوح بين 12 درهما و18، وهو الأمر الذي نجح مع علامة الشركة «نيكست » المسوقة بسعر 15 درهما، إذ حققت رواجا مهما خلال الفترة الماضية، وعززت إجمالي مبيعات الشركة.
وقالت الصحيفة إن بنسليمان نفت ارتباط الحملة التحسيسية التي تديرها «فيليب موريس » حاليا، مع مرحلة تحضير ومناقشة مشروع القانون المالي، خصوصا ما يتعلق بالضغط لتقليص العبء الضريبي على القطاع، موضحة أن مشروع إعادة الهيكلة الجبائية لقطاع التبغ سنته الثالثة، وحان الوقت لإعادة دراسة أثر على أنشطة القطاع، خصوصا أن الفترة الماضية، شهدت تركز التضريب على المنتوجات منخفضة السعر، أو الشعبية التي تطورت أسعارها بشكل كبير، ما يفتح الباب أمام عودة الإقبال أكثر على استهلاك السجائر المهربة.
حدة المنافسة
المسؤولة عن الشؤون العامة بالشركة تحدثت عن مآل الصراع الحالي في السوق حول تصنيف سجائرها «نيكست» ضمن خانة التبغ الأسود، الأقل تضريبا، مؤكدة أن سجائرها لا تحوي النسبة التي عرضها منافسوها من التبغ الأبيض، البالغة 80 في المائة، موضحة أن لاحتجاجهم علاقة باشتداد حدة المنافسة في السوق، خصوصا في فئة السجائر منخفضة السعر، مشيرة إلى أن الشركة استجابت لطلب محمد الوفا، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، من أجل تزويد بنتائج تحليل مخبري حول المنتوج المذكور.