ملف عدالة في جريدة الصباح، ليوم غد الثلاثاء، يكشف لنا عن رجال أمن تحت رحمة الاعتداءات، التي تنامت في حقهم سواء كانوا بالزي المدني أو الرسمي.
وتضيف اليومية، أن هذا الأمر أخذ بعدا آخر في الآونة الأخيرة، مع ارتفاع حدة الجريمة وتطورها وانتشار حبوب الهلوسة وغير ذلك من الأسباب التي تضع رجال الشرطة في خانة المعتدى عليهم، وإن كان القانون يمنح رجل الأمن، في حالة تعرضه لما سلف من اعتداءات، امتيازا ويخول للإدارة التي ينتمي إليها بالحلول محله ومقاضاة لمتسبب في ذلك، تضيف الجريدة، فإن الواقع ما زال مطبوعا ببعض السلوكات التي يرغم فيها الشرطي على عدم تحريك المتابعة.
وبخصوص مآل هذه الوقائع، تخبرنا الصباح، أنه غالبا ما يتم الاكتفاء بالعقوبات موقوفة التنفيذ أو الغرامات.
ونقلت الجريدة أصوات رجال القانون، الذي أجابوا عن نوازل قانونية، تتعلق بالإجابة مثلا عن سؤال متى تستعمل الشرطة سلاحها، حيث أوردت أن ذلك رهين بما إذا كان الفعل قد أوجبه القانون وأمرت به السلطة الشرعية، أو إذا اضطر الفاعل ماديا إلى ارتكاب الجريمة.
ولتسليط الضوء أكثر على الظاهرة، نقلت اليومية حالات العديد من حالات الاعتداء التي تعرض لها رجال الشرطة من طرف مواطنين ومجرمين بمناطق متفرقة، ومن غرائب الحوادث نجد إقدام بعض الفصائل الطلابية بمراكش على محكامة شرطي كان في زيارة لخطيبته داخل الحرم الجامعي، بعد تجريده من سلاحه أمام حشد من الطلبة، ونجا بأعجوبة من الموت المحقق.
هيبة الدولة
بكل تأكيد فإن الاعتداء على رجل الشرطة هو اعتداء على هيبة الدولة، وقد شكل القانون الأساسي لنساء ورجال الأمن الوطني الذي صدر في عهد المدير العام السابق الشرقي اضريس منعطفا جديدا من حيث الواجبات الملقاة على عاتق رجال الأمن، والحقوق التي يستفيدون منها، وبلغت هذه الحقوق درجة أقوى عندما نص القانون الأساسي على أن الدولة تحل محل الشرطي وعائلته في حال تعرضهما لأي شكل من أشكال الضغط أو التهديد أو الإهانة.
لكن في مقابل هذا، ماذا عن الخطأ المهني للشرطي، أي عندما يستعمل سلاحه الناري في غير موضعه، هنا وجب القول إن موظفي الأمن بدورهم يتابعون قضائيا من قبل الغير لارتكابهم أفعالا تكتسي طابعا جنحيا أثناء قيامهم بمهامهم.
وبعيدا عن الأمور القانونية، لابد من الإشارة إلى أن رجال الأمن برمتهم يحتاجون أكثر لتطوير حسهم في التعامل مع الجانحين، لأنه في حال النجاح في هذا الأمر، يكون رجل الأمن قد نأى بنفسه عن أي ردة فعل غير منتظرة.