ونقلت الجريدة عن مصدر وصفته بالمطلع على سير الملف، أن الموقوف الذي يلقب بـ"الفقيه السوسي"، كان يشتغل مساعدا لسائق حافلة للنقل الدولي تربط المغرب بفرنسا، ويدعي قدرته على علاج المرضى، واستخراج الكنوز، وقد أوهم مهاجرا بتواجد كنز ثمين بمنزله بفرنسا وتسلم منه مبالغ مالية عبر دفعات وصلت إلى 40 مليونا.
وأقر الضحية أمام المحققين، تكشف اليومية، أنه استسلم لكلام الموقوف الذي يتميز بأسلوبه البارع في الإقناع، حيث سلمه في البدء 10 ملايين، قصد اقتناء مستلزمات وأدوية نادرة وبعدها سلمه 20 مليونا قصد ذبح جمال والقيام بطقوس غريبة بضواحي عاصمة سوس.
كما سلم للمتهم مبلغا قدره 8000 أورو بفرنسا، قصد القيام بأعمال شعوذة واستخراج كنز من قبو منزله ببلد المهجر، إلا أن الغريب في الأمر أن الموقوف ربط الاتصال بالضحية الذي كان يتواجد بأكادير، وطلب منه مبلغ 10 ملايين إضافية، وبعدها ربط الضحية الاتصال بمصالح الأمن التي أشعرت النيابة العامة بالموضوع، ونقل بعدها الموقوف إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية التي وضعته تحت تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه، التي تقول "الصباح"، بأنه نفاها مؤكدا تسلمه للمبالغ المالية قصد إحداث شركة مع المشتكي.
وتردف اليومية أن الضابطة القضائية أحالت صور المتهم على عدد من المصالح الأمنية على الصعيد الوطني، قصد عرض الصور على أصحاب الشكايات المشابهة لما تقدم بها المهاجر.
الباحثون عن الدفائن والكنوز
لا تزال ظاهرة البحث عن الكنوز المخبأة تحت الأرض منتشرة في مجتمعنا، حيث تلبس الظاهرة لبوس الشعوذة وتختلط بحكايات عن الجن، وتودي في أحيان كثيرة بممارسيها إلى السجن.
كنوز تعود إلى عصور قد خلت، دفنت منذ أزمنة مترامية الأطراف، باتت هدفا لأناس أرهقهم اللهاث وراء الثراء الفاحش بأية طريقة كانت، حتى وإن كان ذلك على حساب التعاليم الشرعية والأعراف الاجتماعية، متكئين على وسادة أحلامهم ومطلقين العنان لأخيلة أوهامهم صوب جزر المستحيل القابع خلف اللازمان واللامكان بحثا عن مغارة علي بابا ومصباح علاء الدين، لكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر، ليجدوا أنفسهم قابعين في السجون وراء القضبان.