بعض هاته المغربيات، تقول اليومية، قررن إعلان الولاء لزعيم التنظيم، أبوبكر البغدادي، من داخل المدرجات الجامعية، ما يدل على أن التهميش والفقر وضعف المستوى التعليمي، ليست دوما العوامل الحاسمة في عملية الاستقطاب والتجنيد لصالح التنظيمات الإرهابية.
وقد تمكنت الاستخبارات الإسبانية بتعاون مع نظيرتها المغربية، من اعتقال أكثر من ثلاث شابات مغربيات من مختلف المدن الإسبانية، بل كانت هناك أسرا بأكملها تستعد للسفر إلى سوريا قبل أن يتم توقيفها.
وتكشف الجريدة، أن اعتقال شابتين مغربيتين في الأيام الخمس الأواخر في كل من فالنسيا وكتالونيا، والشابة سميرة يرو في مارس الماضي بتهم العمل لصالح داعش، يعد حدثا استثنائيا بحكم قدرة التنظيم على اختراق الشابات المغربيات بالجارة الشمالية.
"سأبحث عن ذريعة ناجعة وسأسافر إلى هناك، الإرهاب واجب"، هكدا كانت تمجد الشابة المغربية رجاء الدولة الإسلامية، تقول اليومية نفسها. الشابة البالغة من العمر 18 ربيعا، وتقيم بطريقة شرعية بإسبانيا، اعتقلت صبيحة السبت الماضي للاشتباه في كونها كانت تنوي الالتحاق بصفوف الدولة الإسلامية في مناطق النزاع السوري، علاوة على التمجيد والتبشير والاستقطاب والتجنيد لـ"داعش".
وكانت رجاء قبل سفرها للمغرب لايبدو عليها أي شكل من أشكال التطرف، حسب شهادة الجيران، إلا أنها بعد عودتها أصبحت أكثر تشددا، كما أنه بعد تفتيش شقتها تم حجز مبلغ مالي يقدر بـ480000 درهم.
مجندة مدينة خيرونا، تكشف اليومية، هي شابة مغربية الجنسية كذلك تبلغ من العمر 19 سنة، تدرس بالطب، وتقيم رفقة أسرتها، تم اعتقالها، يوم أمس الاثنين، من قبل الأمن الإسباني، بتعاون مع شرطة كاتالونيا، بتهم تأسيس شبكة لدعم تنظيم الدولة، من خلال تقديم الدعم اللوجيستيكي لأعضائه والتعاطفين معه، وحسب مصادر أمنية سرية، تقول "أخبار اليوم"، فاعتقال الشابة جاء مباشرة بعد التأكد من وجود اسمها ضمن الوثائق التي عثر عليها المحققون الإسبان لدى الجهادي المغربي، أيوب موتشو، الذي تم توقيفه في ألمانيا في يوليوز الماضي قبل أن يتم تسليمه مؤخرا لإسبانيا.
أما سميرة يرو (32 سنة)، كبيرة مجندات داعش، كما وصفتها الجريدة، لم تكتف بالانضمام إلى جماعة البغدادي فحسب، بل قامت بتجنيد العشرات من النساء وضمهن إلى صفوف التنظيم.
كانت سميرة تقيم هي الأخرى بطريقة شرعية مع أسرتها ببرشلونة، وتشتغل كخادمة في المنازل، حيث وصلت إليها أيادي داعش لتبدأ في الصراخ في وجه زوجها الإسباني "هدا هو الرجل الحقيقي وليس أنت"، مظهرة له صورة لرجل ملتح على هاتفها الجوال، وهو مقاتل من داعش.
بناة الحاضر وصناع المستقبل
يمثل الشباب أغلى ثروة قومية في حياة أي مجتمع باعتبارهم بناة الحاضر وصناع المستقبل، وإذا كان الشباب يمثل هذه الأهمية البالغة فإن مهمة الدولة إعداده وتأهيله وتسليحه بالعلم والمعرفة لكي يتحمل المسئوليات التي سينهض بها في الحاضر والمستقبل، والتي تمثل أهم التحديات الكبيرة أمام الحكومات والشعوب خاصة في الدول النامية.