المثلية ... سجينة الأعراف والمرجعية الدينية

DR

في 24/05/2013 على الساعة 15:15, تحديث بتاريخ 24/05/2013 على الساعة 20:19

لا يزال موضوع المثلية الجنسية يشكل طابوها في مجتمع يميل تدريجيا إلى المعاصرة، لكن التقاليد والدين الإسلامي يتعارضان بقوة مع الحريات الجنسية.

مرة أخرى يدان مثليون في قضيتين استنادا على القانون الجنائي الذي يعاقب على المثلية والجهار بالإفطار في رمضان، وعلى استهلاك الخمور، والعلاقات الجنسية خارج الزواج.

بسوق الأربعاء، أدانت العدالة أربعة رجال بالسجن النافذ إلى جانب غرامات مالية بسبب المثلية، ومن غرائب الأمور أن زوجات هؤلاء الأشخاص كن وراء إعلام النيابة العامة بما فعله أزواجهن، وأدلوا في شهادتهن أنه لم يساورهن الشك للحظة بأن أزواجهن مثليين.

هذه الفضيحة عجلت بسجن المثليين ووضعهم خلف القضبان بعقوبة تصل لثلاث سنوات، وصرح أحد قاطني سوق الأربعاء لموقع Le360 بأن "الدين الإسلامي ضد المثلية، لكن هذا لا يمنع من أن يطأ الرجال بعضهم في سرية تامة".

وفي مدينة تمارة، حكم على شخصين بأربعة أشهر سجنا نافذا، والملاحظ أنه لإدانتهم تم الاستدلال بكون المجتمع يدين المثلية الجنسية، أما فيما يخص عائلات المثليين فقد قررت تجنب طلب المساندة الشعبية لأبنائهم، في حين فضل المحامون عدم الإدلاء بتصريحات للصحافة، وحتى من كانت له شجاعة فعل ذلك، فضل عدم الكشف عن إسمه. لدرجة أن أحد الموظفين في المحكمة تفاجئ بالهالة الإعلامية التي خصصت لهذه المحاكمة وصرح لـ Le360 “ إنه عار، سامحكم الله".

وفي هذا الصدد، عبر أحد رجال القانون، رفض الكشف عن هويته بأن "المغرب شأنه شأن باقي بلدان العالم، يعرف تواجد المثلية، لكن القانون المغربي يجرم ممارسة هذا الفعل في الفضاء العام، ما يعني أن المثليين مجبرين على الحفاظ على طابع السرية في علاقاتهم، وإلا فالسجن مآلهم". فيما يرى آخر "بأن حتى في فرنسا، البلد العلماني، والمسيحي، والمتحرر، لم يستطع الفرنسيون بعد الخلوص بحل نهائي لهذا الموضوع".

أما في الأوساط الاجتماعية، فمن الصعب الحديث عن هذه المسألة " تخيلوا أن يتجرأ شخص على المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان، الأكيد أنه سيتم سحله، إنه الواقع" يصرح أحد المهتمين.

على صعيد آخر، لطالما شكل الكاتب عبد الله الطايع أحد الوجوه القليلة التي دافعت بشكل علني عن المثلية المغربية، وقد انتهى للتو من إنجاز فيلم عن حياته الخاصة، مستلهما ذلك من كتابه “L'armée du salut” الذي صدر في سنة 2006 ويحكي فيه ذكريات طفولته ومراهقته إلى جانب "صحوته الجنسية".

الأولوية لأمور أخرى

عبر الرئيس الجديد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أحمد الهايج بأن المثلية الجنسية ظاهرة حاضرة في تاريخ الإنسانية وتمارس منذ القدم دون أن تمر إلى العلن، وهو ما يشكل حسب الهايج إشكالية بالنسبة للرأي العام، الذي يقف عاجزا على شرح هذه الظاهرة، رغم أن النقاشات العمومية تتكلم عنها، لكن ذلك يبقى مسكوتا عنه في المجتمعات ذات المرجعية الإسلامية.

في المغرب هناك أولويات أخرى، وذلك ما تؤكده انطباعات المواطنين التي استقاها Le360، التي تؤكد في مجملها أن المواضيع مثل البيدوفيليا، والمساواة بين الجنسين أو التنمية السوسيو اقتصادية تحضى بأهمية أكبر.

في 24/05/2013 على الساعة 15:15, تحديث بتاريخ 24/05/2013 على الساعة 20:19