وأوردت اليومية، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن عملية انتشال جثة الضحية من البئر، التي تكلفت بها فرق إنقاذ مدعومة بتجهيزات متطورة، أسفرت عن معطيات جديدة دفعت عون السلطة المتهم إلى التراجع عن روايته الأولى المتعلقة بأسباب جريمته وكيفية تنفيذها والتخلص من الجثة.
وأفاد مقربون من الضحية، تقول اليومية، بأن عملية انتشال الجثة التي باشرتها فرق الإنقاذ منذ السابعة صباحا وإلى وقت متأخر من ليل الأربعاء الماضي، أسفرت عن انتشال جزء من شعر الضحية وحذاء رياضي ثم كيس كبير (خنشة) يرجح أن المتهم لف فيه جثة الضحية قبل رميها ببئر مهجور متواجد بضيعة مملوكة لعائلته.
وأكد خبراء الإنقاذ المرابطين بعين المكان، منذ صباح الأربعاء، أن عمق البئر الذي تجاوز 130 مترا، طرح صعوبة كبيرة لإتمام عملية انتشال الجثة. وحسب مصادر خاصة للجريدة، فإن العثور على أجزاء من الجثة وملابسها حدد على الأقل مصيرها وأنهى مسلسل التمويه الذي طبع تصريحات المتهم في بداية البحث، حيث تظاهر بنسيان إحداثيات الموقع الذي رمى به الجثة، كما حاول مغالطة المحققين بخصوص كيفية قتل الضحية، حيث أكد أنها «كانت ترافقه ودخل معها في نقاش حاد حول مصير علاقتهما الممتدة لسنوات، قبل أن يلقي بها من داخل سيارته معلنا عن وفاتها، قبل أن يعترف لاحقا بعد محاصرته بالأدلة المترتبة عن عملية الانتشال المتواصلة أنه قتلها بشكل متعمد بطلقات نارية من بندقية صيد، قبل أن يلف جثتها في كيس (خنشة) ويلقي بها في قعر البئر».
وتفيد معطيات متداولة بالصويرة بأنه يرجح أن يمتد البحث في ملابسات جريمة القتل البشعة التي ارتكبها عون السلطة إلى أشخاص آخرين بشبهة المشاركة وعدم التبليغ وهي الشبهات ذاتها التي أكدها مقربون من الضحية.
وحسب المعطيات، فقد أحيل عون السلطة المتهم، صباح اليوم الجمعة، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بآسفي، بعد ثلاثة أيام من البحث التمهيدي وينتظر أن يخضع لتحقيقات تفصيلية من طرف قاضي التحقيق حول التهمة الموجهة إليه، وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والتنكيل بالجثة.
وكانت جماعة سيدي محمد مرزوق بقيادة مرامر، التابعة لدائرة الحنشان بإقليم الصويرة، قد اهتزت على وقع جريمة بشعة تمثلت في مقتل شابة على يد عون سلطة برتبة شيخ، بحيث كشفت التحريات عن استعماله لسلاح ناري لتصفية الضحية، قبل التخلص منها في بئر يتواجد بضيعة ابن عمه بالمنطقة نفسها، في الوقت الذي كانت فيه الأسرة قد وضعت شكاية حول اختفاء ابنتها، البالغة من العمر 30 سنة، منذ خمسة أشهر تقريبا، وانخرط شيخ القبيلة المتهم في مساعي البحث طوال مدة اختفائها، قبل أن تفضحه تسجيلات وفيديوهات تجمعه بالضحية التي كانت تربطه بها علاقة ممهدة للزواج أنهاها الشيخ بجريمة قتل وإخفاء الجثة.