وتأتي هذه الجهود الحثيثة من طرف قطاع الماء ومختلف المتدخلين بالجهة، في ظل الضغط المتزايد على الموارد المائية جراء توالي سنوات الجفاف التي تعرفها الجهة والمغرب عامة منذ ست سنوات، نتج عنه تراجع في منسوب جريان الأودية وانخفاض كبير في الفرشات المائية.
وهكذا، انخرطت المديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) بكلميم وادنون، في إنجاز عدة مشاريع مهيكلة بجميع أقاليم الجهة (كلميم، سيدي إفني، طانطان، أسا الزاك)، منها إنجاز محطات لتحلية مياه البحر، وأخرى لمعالجة المياه الأجاجة قصد توفير هذه المادة الحيوية للساكنة.
ومن بين هذه المشاريع الاستباقية التي قام بها المكتب بمختلف أقاليم الجهة، تقوية الإنتاج عبر تجهيز صبيب إضافي بسعة 100 لتر في الثانية انطلاقا من مجموعة الآبار والأثقاب بالفرشة المائية لواد الصياد بإقليم كلميم بكلفة ناهزت 70 مليون درهم، وتجهيز أثقاب جديدة بإقليم طانطان بكلفة إجمالية تقدر بـ 13.6 مليون درهم، وتصريف صبيب إضافي انطلاقا من منظومة الإنتاج « زريويلة » بكلميم لتقوية الإنتاج لمدينة طانطان.
كما تم تثبيت وتشغيل محطة لإزالة المعادن بصبيب 10 لتر/ث بكلفة 11.24 مليون درهم، وتجهيز 3 آبار وثقب بصبيب إجمالي يقارب 30 لتر/ث لتقوية تزويد مدينة سيدي إفني بالماء الشروب بكلفة أولية تبلغ مليوني درهم، ونفس العمليات بمدينتي أسا والزاك، إلى جانب مجموعة من المشاريع بالوسط القروي.
وفي هذا السياق، أكد المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء) بكلميم وادنون، مصطفى سعدني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه أمام الوضعية المائية « غير المسبوقة » التي يمر بها المغرب، اتخذ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مجموعة من التدابير الرامية إلى توفير الماء الصالح للشرب للساكنة ومواجهة الإجهاد المائي، مبرزا أن المكتب اعتمد على خبرته الطويلة في المجال، حيث قام ببناء محطات المعالجة للمياه السطحية ومحطات إزالة الأملاح وتحلية مياه البحر.
وأكد السيد سعدني، أن هذه المشاريع التي تطلبت مجهودا استثماريا فاق مليار درهم خلال العشرية الأخيرة، مكنت من تزويد جميع المدن والمراكز بالماء الشروب بالجهة في ظروف عادية، لافتا إلى أن المكتب ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على الماء الشروب، ومواكبة التنمية المضطردة بالجهة، انخرط في مشاريع مهيكلة استباقية بكل أقاليم الجهة مكنت من سد العجز المتوقع استقبالا جراء توالي سنوات الجفاف.
ومن أجل تدبير أمثل للإجهاد المائي بالجهة والحفاظ على هذه الثروة من الهدر والضياع، أكد المسؤول الجهوي، أنه تم القيام بمشاريع بمختلف مدن الجهة، تهدف إلى تأهيل شبكات الإنتاج والتوزيع والرفع من مردوديتها، وذلك بكلفة مالية ناهزت 50 مليون درهم.
وبخصوص الآفاق المستقبلية لقطاع الماء بالجهة، أكد المسؤول ذاته، أنه في إطار مسايرة تزايد الحاجيات من الماء الصالح للشرب لمدن ومراكز الجهة وتأمين تزويدها بصفة مستمرة، فإن المكتب منخرط بشكل تام في البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027، عبر إنجاز عدة مشاريع بالمنطقة، منها مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر لسيدي إفني، (في طور الانتهاء،) بصبيب 100 لتر في الثانية، قصد تأمين وتزويد مدن وقرى الإقليم بالماء الشروب، وذلك بكلفة مالية فاقت 370 مليون درهم. كما يتعلق الأمر بالقيام بالدراسات الخاصة بإنجاز محطة لتحلية مياه البحر بمنطقة الشاطئ الأبيض (إقليم كلميم) لتأمين تزويد مدن ومراكز إقليمي كلميم وأسا الزاك، حيث تقدر الكلفة الأولية لهذا المشروع المهيكل بمليار درهم في شطره الأول (230 لتر/ث)، وينتظر الشروع في استغلال المشروع نهاية سنة 2027.
وتهم هذه المشاريع أيضا، وفق السيد سعدني، توسيع محطة سهب الحرشة (تحلية مياه البحر) بإضافة 50 لتر/ث، ومحطة خنك لحمام (إزالة المعادن) بإضافة 20 لتر/ث بإقليم طانطان، بكلفة مالية تقدر ب، 103.4 مليون درهم، وتزويد مدينة الزاك بالماء الصالح للشرب عبر تجهيز 3 آبار بصبيب إجمالي 17 ل/ث، وإنجاز محطة لمعالجة المياه الأجاجة بتقنية التناضح العكسي بكلفة 25 مليون درهم.
وعاين فريق وكالة المغرب العربي للأنباء، رفقة رئيس قطاع الإنتاج كلميم-طانطان بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء)، سعيد الناصري، إحدى المشاريع المهيكلة لتحلية مياه البحر بإقليم طانطان، ويتعلق الأمر بمحطة « سهب الحرشة » لتحلية مياه البحر، التي تتواجد بالوطية.
وتم الشروع في العمل بهذه المحطة عام 2013، وهي تنتج صبيب 100 لتر في الثانية أي ما يعادل حوالي 360 متر مكعب في الساعة (3 ملايين و153 ألف متر مكعب في السنة) عن طريق تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي (OSMOS INVERSE) مع استغلال أحدث التقنيات في هذا المجال.
وتتوفر هذه المحطة، الممتدة على مساحة 2.5 هكتار، والتي تزود مدينتي طانطان والوطية بالماء الشروب، على صهريح للمياه الخام بسعة 500 متر مكعب، وفضاء خاصة بالتحلية البيولوجية، و4 مصفات رملية لإزالة المواد العالقة من المياه، ومصفات صغيرة لإزالة الجزئيات الدقيقة، وخزان للمياه المعالجة بسعة 1500 متر مكعب، إلى جانب مختبر لمراقبة جودة المياه ومراقبة عملية تصفيتها ومعالجتها وجودتها.
وتعرف هذه المحطة حاليا أشغال توسعة خصص لها مبلغ 80 مليون درهم بتمويل من صندوق التنمية السعودي، بصبيب إضافي إجمالي يصل إلى180 متر مكعب في الساعة، عبر إنجاز وتجهيز ثلاثة أثقاب بحرية جديدة ومد قنوات الجر والكهربة، ليصل مجموع الأثقاب البحرية بالمحطة إلى سبعة أثقاب، وكذا إحداث مصفات وصهريج.
وأكد السيد الناصري، في تصريح للوكالة، أن إحداث محطة « سهب الحرشة » لتحلية مياه البحر يندرج في إطار المشاريع المهيكلة ضمن الاستراتيجية الوطنية للمكتب للكهرباء والماء الصالح للشرب لتزويد المناطق الجنوبية بالماء الصالح للشرب، والتي انطلقت منذ عام 1976، مشيرا إلى أن هذه المحطة تزود طانطان والوطية بالماء الشروب، بالإضافة إلى محطة أخرى تتواجد بالمدخل الشمالي لطانطان تعالج المياه الجوفية المالحة على مستوى الفرشة المائية بمنطقة خنك لحمام بصبيب يبلغ 40 لتر في الثانية.
وأكد أن هاتين المحطتين ساهمتا بشكل كبير في تأمين تزويد طانطان والوطية بالماء الشروب، وبالتالي، يضيف السيد الناصري، هناك اكتفاء ذاتي وتزويد دائم ومستمر بهذه المادة الحيوية وأنه ليس هناك أي نقص في هذا المجال، مبرزا أن التوجه نحو تحلية مياه البحر هو توجه استراتيجي للمملكة، والذي يعد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب فاعلا محوريا في تنزيله معتمدا في ذلك على خبراته التي تزيد عن 45 سنة، تاريخ إنجاز أول محطة لتحلية مياه البحر ببوجدور من طرف المكتب سنة 1976.
بدورها، اتخذت وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون التي يتواجد مقرها بكلميم، سلسلة من التدابير لتعبئة وترشيد استعمال الموارد المائية بالجهة، منها إنجاز سدود كبرى وصغرى وإنجاز أثقاب استكشافية للتزويد بالماء الصالح للشروب، ومنع الاستعمال غير القانوني لمياه الآبار والأثقاب.
وفي هذا السياق، أكد مدير وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، يوسف بن حمو، في تصريح مماثل، أنه في إطار مواجهة الخصاص المائي بجهة كلميم وادنون، قامت المصالح التابعة للوكالة، بعدة تدابير همت بالخصوص، إنجاز أثقاب استكشافية لتقوية التزود بالماء الصالح للشرب خاصة في المراكز التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وأيضا في العالم القروي، وإعداد دراسات لإعادة استعمال المياه العادمة بمدن الجهة، والتي تروم إنجاز مشاريع لسقي المساحات الخضراء والأحزمة الخضراء لهذه المدن.
وأشار إلى أنه تم، مؤخرا، في إطار مواكبة مضامين البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027 على مستوى الجهة وخاصة الشق المتعلق ببناء السدود، إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز سدود صغرى وتلية بأقاليم أسا-الزاك وكلميم وسيدي افني، مشيرا إلى أن الوكالة تقوم أيضا بإعداد دراسة عقدة للفرشة المائية بكلميم، إلى جانب تكثيف وتعزيز دوريات شرطة المياه الخاصة بمراقبة حفر الآبار والأثقاب العشوائية، فضلا عن إنجاز دراسات لإنجاز عتبات مائية على طول جميع الأودية بالجهة.