وكشفت جريدة ”المساء” في عددها لنهاية الاسبوع، أن الشكايات التي بنيت عليها مذكرات البحث وإغلاق الحدود أودعت كذلك بمكتب رئيس المجلس الجهوي للموثقين، بعد فرار موثقين غلى الخارج، نتيجة تراكم الديون عليهم لإبرامهم عقودا لفائدة منعشين عقاريين صغار وعشرات الزبناء.
وتضيف نفس اليومية أن الحدود أغلقت في وجه موثقة بالدار البيضاء متهمة بخيانة الأمانة والسطو على ودائع زبنائهما التي قدرت بأزيد من مليار سنتيم، إذ غادرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تمكنت من إنجاز بطاقة الإقامة، تحضيرا لفرارها بشكل نهائي.
وتمكنت الموثقة، تضيف المساء، أنها قد تمكنت من النصب على ضحاياها لأزيد من سنة، بعد أن أقنعتهم بأنها تتردد على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تلقي العلاج ضد السرطان، بعدها قامت بتغيير مكتبها قبل أن تغادر بشكل نهائي أرض الوطن.
وحسب مصدر نفس الجريدة، فإن عدد ضحايا الموثقين الدين صدرت في حقهم شكايات يتجاوز45 ضحية منهم من تم النصب عليه في أزيد من مليار سنتيم.
في نفس السياق، تقول المساء، حررت مدكرة بحث إضافة إلى إغلاق الحدود في وجه موثق اختفى عن الأنظار يواجه شكايات عديدة، بسبب تنصله عن التزاماته في تمكين متعاقدين من حقوقهم المالية العائدة إليهم من بيع عقاراتهم، وأيضا الإخلال بإتمام مساطر التفويت.
وتبين أيضا، تضيف المساء، أنه سطا على مبالغ مالية بلغت سبعة مليارات سنتيم تهم ودائع المشتكين، الأمر الدي عجل بملاحقته قضائيا وتفعيل مساطر قضائية بوشرت في حقه، ومن جملتها إغلاق الحدود في وجهه ومدكرة بحث على الصعيد الوطني.باشر الوكيل العام للملك ، والتي يوجد من بينها دراسة الشكايات والملفات المتعلقة بمساعدي القضاء من محامين وعدول وموثقين وخبراء ومفوضين قضائيين وتراجمة.
وتضيف اليومية، أن وكيل الملك قد اضطع على ملفات وصفت بالحساسة، تبين أن أغلبها يتعلق بملفات العقار "المشبوهة"، التي غالبا ما تشهد تجاوزات أو خرقا في القانون المعمول به.
خيانة الأمانة
ما يقع داخل قلعة الموثقين بالمغرب ليس عاديا أبدا، فأن يدان موثقون ويفر آخرون بودائع تقدر بملايين الدراهم أمر بات مقلقا، خصوصا وأن النصابين الذين ينتمون إلى مهنة التوثيق أصبحوا في ازدياد.
موثقون فارون من العدالة، استغلوا ثقة الوافدين إلى مكاتبهم طلبا لخدمة تقوم أساسا على المقاربة الوقائية للشخص المتعاقد، في إطار الأمن التعاقدي، الذي تنص عليه مهنة التوثيق وتحاول تكريسه في التعاملات الإدارية والتملك. هؤلاء الموثقون الفارون بودائع الناس، إلى خارج البلاد، كما وردت بعض الأخبار التي أكدت هذا الأمر في وقت سابق، أصبحوا يشكلون وصمة عار على جبين جسم الموثقين في المغرب.