وأكدت مصادرنا أن الوزارة لم تتحدث عن تعليق الدراسة أو تمديد العطلة المدرسية، بل عن طريقة التعامل مع التلاميذ المصابين بأمراض معدية، وذلك لمنع انتقال العدوى بين التلاميذ، خاصة في ظل صعوبة التحكم في انتشار بعض الأمراض التي تنتقل عبر الجهاز التنفسي.
ومن جانبه، نفى نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، الأخبار المتداولة بشأن إمكانية تمديد العطلة المدرسية، مؤكدا أن هذه الفرضية جد مستبعدة، وإن كانت موجودة فأولياء التلاميذ يرفضونها.
وأوضح عكوري، في تصريح لـ360، أن الوزارة لم تتحدث عن هذه الإمكانية، بل عن استبعاد الحالات المصابة إلى حين تماثلها للشفاء، لأنه وحسب المتحدث، لا يمكن تعليق الدراسة بسبب حالات معزولة في حين يمكن إخبار أولياء التلاميذ المصابين بوجوب بقائهم في المنازل حتى التماثل للشفاء ثم يعودون بعدها إلى للدراسة لتعويض ما فاتهم من دروس.
وتحدث عكوري عن ضرورة توعية الآباء والتلاميذ بخطورة هذه الأمراض، لأنه، وحسب المتحدث، «أغلب التلاميذ الذين أصيبوا ببوحمرون لم يتلقوا جرعات التلقيح».
وحمّل رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب مسؤولية انتشار بوحمرون في صفوف التلاميذ إلى اللجان الصحية، «كونها لم تقم بتتبع التلاميذ داخل المؤسات التعليمية، لأنها لو اطلعت على الملف الصحي للتلاميذ سيتبين لها أهم لم يتلقوا التلقيح ويمكن استدراكه».
يذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، سجلت أرقاما مقلقة بخصوص عدد الإصابات والوفيات بداء الحصبة في المغرب، حيث بلغت 25 ألف حالة خلال الفترة الممتدة بين شتنبر 2023 ويناير 2025، في حين تجاوز عدد الوفيات الـ100، نصفهم أطفال دون 12 عاما.
هذه الأرقام، ووفق ما أكده محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، في تصريح سابق لـLe360، غير عادية وتدعو للقلق، مؤكدا أن المغرب «كان على وشك القضاء على هذا المرض إذ لم تكن يتجاوز عدد الحالات المسجلة 4 أو 5 سنويا، لكن الفيروس، الآن، انتشر بشكل غير طبيعي».
وحذر اليوبي من الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة ببوحمرون، مؤكدا أن «الفيروس ينتشر في الأوساط غير الملقحةـ فيكفي أن يصاب شخص واحد ليتسبب في انتشار العدوى في محيطه».
وباعتبار أن التلقيح هو السبيل الوحيد للوقاية وعلاج هذا المرض، دعت وزارة الصحة المواطنين الذين لم يتلقوا جرعات التلقيح ضد داء الحصبة إلى استدراك الوضع.
وقالت الوزارة إن الحملة الوطنية لمراجعة واستدراك التلقيح ما زالت مستمرة تحت شعار: «بوحمرون خاصنا نوقفوه.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه».
وأوضحت أن الوقاية الكاملة من المرض تتطلب الحصول على جرعتين من اللقاح، الجرعة الأولى في الشهر التاسع، والجرعة الثانية في الشهر 18، مشيرة إلى أنه في حال عدم تلقي التلقيح في الوقت المحدد، يمكن تدارك ذلك بالتوجه إلى أقرب مركز صحي. باستثناء النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل خلال الأسابيع الموالية للتلقيح، والأشخاص الذين عانوا من رد فعل تحسسي شديد لجرعة سابقة من التلقيح، وكذا الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة.