الخبر حسب ما نشرته جريدة الخبر، في عدد غد (الأربعاء، يتعلق بفتح تحقيق مع الأستاذ بناء على شكاية تقدم بها آباء وأولياء التلاميذ يتهمون فيها الأستاذ "بزعزعة عقيدة أبنائهم والتشكيك في القيم الدينية الإسلامية، وانتقاد بعض القيم الوطنية كتحية العلم والنشيد الوطني".
وتضيف الجريدة، أن "فرقة من الدرك الملكي حلت بالمؤسسة واستمعت للتلاميذ وبعض الأساتذة، وأصرت الفرقة على فتح التحقيق ورفع الضرر عن التلاميذ، كما أن الأستاذ سيتم تقديمه أمام أنظار النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالجديدة".أما يومية الأحداث المغربية، في عددها يوم غد (الأربعاء)، فأوردت أن الأستاذ اتهم بتلقين تلاميذه عبارات تكفيرية ضد الإسلام، مضيفة أن "اعتقال الأستاذ جاء إثر شكاية "كيدية" من طرف أحد سكان جماعة أولاد حمدان الذي استند في شكايته على تصريحات بعض التلاميذ الذين يكترون لديه غرفا للإيواء، مدعيا بأن الأستاذ طلب منهم الاقتصار على كتابة حرف (ص) بعد ذكر اسم الرسول عوض كتابة عبارة (صلى الله عليه وسلم) كاملة".
من جهتها أوضحت جريدة أخبار اليوم معطيات أخرى تتعلق باتهام الأستاذ بنشر الإلحاد، وقدمت الجريدة رواية المتهم الذي يقول "بأنه نفى كل الاتهاكات الموجهة إليه سابقا، ومع ذلك أصرت فرقة الدرك الملكي على نقله من أجل التحقيق معه"، ويضيف "تم التعامل معي مجرما وتم تجريدي من هاتفي المحمول ومن حزام السروال وحتى خيوط الحذاء، وقال "بينما كان يستعد لإمضاء الليلة في الزنزانة التحق حوالي 30 شخصا من الفاعلين الحقوقيين والنقابيين والأساتذة، بمقر سرية الدرك، ونظموا وقفة احتجاجية مطالبين بإطلاق سراح الأستاذ".
سيف التكفير
لقد أصبح نعت الناس بالإلحاد تهمة جاهزة تشهر لأغراض غير واضحة تماما، فبتحليل مختلف الروايات المقدمة في قضية الأستاذ، لا يستبعد أن يكون الأمر مجرد تصفية حسابات، عبر تقديم وشاية كاذبة، وكل الخوف أن تنتشر مثل هذه الادعاءات، مادامت العناصر الأمنية لا تتحرى الواقعة جيدا حينما يتعلق الأمر بتهمة المس بالمعتقدات.لقد حان الوقت لتدخل الجهات المعنية على الخط من أجل ضبط الأمور، فاعتقال أستاذ لمجرد أنه يفضل كتابة (ص) بعد ذكر اسم الرسول، يفتح الأمر للمزيد من المجتهدين في التكفير، كل حسب رؤيته للدين، ليتحول المجتمع المغربي إلى كافرين ومكفرين.
ما من شك أن رمي الناس بتهم خفيفة على اللسان كالإلحاد والتكفير، له انعكاسات وخيمة على حياة الأفراد، فمن يضمن أن يفهم أحد السذج كلام المكفرين في غير سياقه، ويترجم فهمه على شاكلة تهديد جسدي؟ الأمر يستدعي حقا تكوينا للعناصر الأمنية لفهم قضايا المعتقدات بكل تشعباتها، والتنصيص على جسامة رمي الناس بتهم تمس معتقدات الأفراد.