وتضم جهة الدار البيضاء سطات ثاني أكثر مجموعة من الشواطئ غير الصالحة للاستحمام في المملكة بسبعة شواطئ. حيث صنفت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة كلا من شواطئ زناتة الكبرى، زناتة الصغرى، النحلة، الشهدية، واد مرزك، مانيصمان، الصنوبر (دافيد)، ضمن الشواطئ غير المطابقة للمعيار المغربي NM.03.7.199.
ولعل أبرز هذه الشواطئ التي تعرف إقبالا كبيرا بمدينة الدار البيضاء نجد شاطئي النحلة وزناتة، حيث يتدفق يوميا على هذين الأخيرين مئات الزوار والمصطافين قصد السباحة والاستجمام، في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة في مختلف جهات المملكة.
كاميرا Le360 انتقلت إلى شاطئ النحلة بمنطقة عين السبع حيث عاينا اكتظاظ هذا الشريط الساحلي بالمصطافين، هؤلاء يأتون رفقة عائلاتهم وأصدقائهم رغم خطورة الاستحمام في مياه هذا البحر.
وفي هذا الصدد، قال أحد المصطافين في تصريح لـ Le360 « شاطئ النحلة يعد المتنفس الوحيد لساكنة منطقة عين السبع والحي المحمدي.. نأتي هنا كل سنة للسباحة، ولا علم لنا بتردي جودة مياه هذا الشاطئ وخطورته على الناس ».
في تصريح آخر، أكد أحد المصطافين ممن صادفناهم في « النحلة » أنه يعلم بتلوث مياه هذا الشاطئ منذ سنوات، وذلك بسبب إحدى قنوات مجاري الصرف الصحي التي تصب داخل البحر.
وبالعودة إلى تقرير جودة مياه الشواطئ لسنة 2023، فإن 49 محطـة مراقبة (أي بنســــبة %11،95) فهي غيـر مطابقة للمعاييـر خلال هذا الموسم، وذلك نتيجــة التلوث الناتجة أساسـا عــن مقذوفــات الميــاه العادمة، وارتفــــاع كثافــــة المصطافيــن، وكـذا ضعـف التجهيــزات الصحيــة وأيضا التغيــرات المناخيــة، خاصــة تدفق الميـاه الملوثـة إلـى الشـواطئ عـن طريـق مجاري الميـاه.
هذا، وقد تشكل السباحة في مياه هذه الشواطئ خطرا على صحة المصطافين، حيث من شأنها التسبب في أمراض جلدية ومعوية، وقد تؤدي إلى ظهور حساسية وفطريات على الجلد، كما أن تلك المياه قد تسبب التهاباً في الأذن وتهيجاً في العينين.