وتحدثت أغلب الصحف المغربية الصادرة غدا الثلاتاء عن ما جاء في التقرير، حيث كتبت يومية أخبار اليوم، أن الأطفال الذين يعيشون داخل هذه المراكز يصطدمون بواقع مرير داخلها، إذ يعانون فيها الاكتظاظ والاختلاط وسوء التغذية والضرب والشتم والإهانة، مقابل ضعف آلية المراقبة، وهو ما يدفع عددا كبيرا من هؤلاء الأطفال إلى الهرب نحو الشارع، تضيف اليومية ذاتها.
وتضيف الجريدة أن التقرير رصد وجود أطفال بالمراكز تختلف أعمارهم وأوضاعهم اختلافا كبيرا، ويشكل اختلاط من هم في وضعية صعبة مع أطفال في نزاع مع القانون عائقا أمام توفير التكفل الملائم لكل فئة، ويطرح مشكل سلامة الأطفال دون سن الـ12.
أما يومية الأخبار ليوم غد، فأضافت في الموضوع ذاته، أن هناك غياب ضمان كامل لحقوق الأطفال المودعين، خصوصا المتعلقة بالسلامة البدينية والحماية من الاستغلال والعنف، ناهيك عن غياب سياسة شاملة للأحداث، وعدم خضوع مراكز الطفولة للمعايير الدولية في مجال الاستقبال والتكفل بالأطفال.
وفي عددها ليوم غد، نقرأ في جريدة المساء أن اللجنة التي أعدت التقرير وقفت على تجاوزات وانتهاكات خطيرة في 17 مركز من أصل 20 يشتغل في مجال حماية حقوق الطفولة، خاصة ما يتعلق بالاعتداءات الجنسية على الأطفال القاصرين، بسب الاكتظاظ الذي يتسبب في الاختلاط بين المتابعين قضائيا وغيرهم من الأطفال المتخلى عنهم، وهو ما يؤدي حسب التقرير إلى العنف في ظل غياب الحماية القانونية والفعلية لنزلاء تلك المراكز.
أي سياسة لحماية الطفولة؟
إن تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدق ناقوس الخطر، ويضع سياسة الدولة في مجال حماية الطفولة في موضع السؤال، حيث أصبحت إعادة النظر في الأوضاع الإدارية وإدماج هؤلاء الأطفال ضرورة ملحة، لكن الوزارة المفروض فيها أنها معنية بالسؤال لا نجد لها أثرا، فالوزيرة بسيمة الحقاوي التي يعرف الجميع كيف تدبر ملف الطفولة، لا تظهر إلا حينما يتعلق الأمر بتكذيب ما تكتبه الصحافة.
لقد أشار التقرير أيضا، أن هناك غياب متابعة طبية دقيقة لمصابين بأمراض خطيرة مثل الجرب والسل، كما أن التغذية المخصصة لهؤلاء النزلاء تبقى دون المستوى، بحكم أن مبلغ 20 درهم المخصص لكل نزيل يوميا يبقى مبلغا هزيلا، ولا يستطيع تلبية الحاجيات اليومية للأطفال في هذه السن، ولعل هذا الجزء من التقرير يعكس الحالة الكارثية التي تعيشها مراكز إيواء الأطفال، فماذا يمكن أن ننتظر من هذه الفئة، التي تتعرض للتجويع والانتهاكات الجنسية؟ ويبدو أن تفضيل بعض الأطفال للعودة لحضن الشارع بدل هذه المراكز فيه خير تلخيص لمعاناتهم.