واستهلت جريدة "الأخبار" في تحقيقها لنهاية الأسبوع، تعريف مخدر "الكالة" حيث أكدت أن هذا الاسم ناجم عن أن استخدامه لأول مرة يجعل متعاطيه يتمايل ولا يستطيع المشي بثبات لذلك يحتاج إلى دعامة ما (الكالة كما يصطلح عليها بالدارجة)، وحسب المدمنين عليه فهو عبارة عن مسحوق "النفحة" المكون من التبغ، ويتصف برائحة الفليور القوية، بينما يؤكد آخرون أن مخدر "الكالة" الحقيقي هو نبات عشبي معمر فقد بريقه ليقتصر الاستخدام على مسحوق "النفحة" فقط. يلف مسحوق التبغ وسط قطعة صغيرة من منديل ورقي "كلينيكس" أو "النيبرو" ويوضع بين الشفة السفلة واللثة ويوضع في مناطق أخرى.
لذة زائلة
وأردت "الأخبار" أن مدمنو الكالة يعترفون بأنه بعد مرور سنتين من الإدمان عليها تصبح عادة مدمرة يحكمها الوهم بعدم القدرة على الإقلاع عنها، تختفي النشوة التي يخلقها امتزاج النيكوتين مع اللعاب وتستمر الأمراض السرطانية الناتجة عنها تنخر في الجسم حتى لو توقف مدمنو "الكالة" عن تعاطيها.
في درب "الجران" بالمدينة القديمة بالبيضاء، التقت "الأخبار" بخالد، هذا الشاب المدمن على مخدر "الكالة" لسنوات قبل البوح بتفاصيل صادمة حول هذا الموضوع حتى يكون عبرة لكل شاب طائش قرر خوض مغامرة الإدمان طواعية وسقط في براثنه.
يقول خالد للجريدة إن مخدر "الكالة"، يغزو المغرب عبر الجزائر التي تعد مصدر هذا المخدر. قبل سنوات من الآن، كان التعاطي لـ"الكالة"، يكون عبر دسها بين أصابع القدمين، وهناك من يقوم بجرح المنطقة ليشعر بلذة أكبر. والأغرب وفقا للمتحدث نفسه هو وضع بعض المدمنين "الكالة" بمنطقة الإبط وذلك في البوادي وخاصة في المناطق الجبلية.
المتحدث نفسه أشار إلى أن "الكالة" توضع أيضا بالمنطقة الموجودة خلف الركب، والغريب أن مدمني المخدر المذكور، يعون أن وضعه بمنطقة اللثة بالفك العلوي تؤدي إلى الإصابة بالإمساك ووضعها بمنطقة اللثة بالفك السفلي تصيب بالإسهال
سعادة وهمية
حسب حسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، فإن "الكالة" هي نوع من المخدرات وتعرف أيضا باسم "الشتوكية" وتستخلص من مادة طابا.
المتحدث ذاته تضيف الجريدة، أبرز أنه قبل وضعها بالمكان المستهدف تبلل "الكالة" بقليل من النبيذ أو ماء الحياة، وفي غيابهما بقليل من الماء حيث تطلق مواد كيميائية تتسرب إلى الأوعية الدموية فتجد هذه المواد طريقها إلى الدماغ، فتعمل هناك على تحفيزه لإنتاج مادة الأدرينالين بكميات كثيرة فيحس الشخص بشعور أشبه بالسعادة أو النشاط الزائد.
ويرى البغدادي أن "الكالة" كغيرها من المنتوجات المخدرة التي يعمد مروجوها إلى تنويعها لا تقل خطورة عن مثيلاتها فعواقبها الوخيمة تشمل الصحة بكل جوانبها سواء منها الجسدية أو النفسية أو العقلية، فأما على المستوى الأول فتجلياتها واضحة من خلال ما تسببه من سرطانات قاتلة لمستهلكها خاصة للفم واللثة والشفاه وغيرها من الأضرار الوخيمة.
سرطانات قاتلة
أكدت دراسات اُجريت على مخدر "الكالة"، أنه يضم موادا سامة ومسرطنة "تسبب سرطان اللسان واللثة، ما يسهم في تشقق مينا الأسنان، وبالتالي تسرب الميكروبات إلى باقي أجزاء الجسم عبر تكون بؤر صديدية تصيب بوجه خاص الكلى والمفاصل، بمعنى الإصابة بالحمى الروماتيزمية، زيادة على كون النيكوتين وأول أوكسيد الكربون يفتكان بالقلب ما يؤدي إلى قصور في الشريان التاجي والذبحة الصدرية.