لهذا السبب تكثر حوادث "الترمضين" خلال رمضان!

DR

في 04/07/2015 على الساعة 16:31

القتل، سب الدين والملة، السرقة، وتزايد حوادث السير.. كلها مظاهر بتنا نعاينها من رمضان لآخر. بعضها يحصل في الشارع العام، والبعض الآخر في قلب البيوت. ما الذي يدفع بالمرء إلى تغيير طباعه في شهر رمضان نحو الأسوء؟ هل هناك أسباب محددة لحصول ذلك؟ Le360 وقف عند أسباب الظاهرة وحللها بعيون الخبراء النفسيين.

سباق مع الزمن، لكن من نوع آخر، ذاك الذي ينطلق في الشوارع المغربية قبل موعد الإفطار بساعتين أو ثلاث، من أجل تحضير وجبة الفطور. فبين من يسارع عقارب الساعة لأجل تحضيره في البيت، وبين من يقتني كل لوازمه من الخارج. تطفو في الشوراع لا سيما الشعبية منها بعض من السلوكات الغريبة، تتلخص كلها في استفحال العنف المفرط، أو ما يصطلح عليه بالعامية بظاهرة "الترمضين"، هذه الظاهرة عرفها مختصين في علم الإجتماع وعلماء النفس، أنها سلوك غريب، يحوي كل مظاهر الغضب والعنف، والذي يسيطر على الشخص الصائم لاسيما عند المدمينين. ومن مظاهرها الخصومات في الشوارع، وأماكن العمل، وأثناء السياقة وحتى في المساجد. هذه الظاهرة تحصد كل سنة أرواح عديدة، تحت دريعة إسمها " القطعة"، مخلفة سيناريوهات دامية

"ظاهرة الترمضين ليست بالشيء الجديد على مجتمعنا، لكن مثل هذه المشاهد الدامية المروعة، هي المستجدة في عصرنا، في ظل ارتفاع عدد السكان.. يقول عاطف حسني أستاذ باحث في علم الإجتماع في اتصال هاتفي مع Le360، ثم يردف قائلا، "جميع الأشخاص المدمنين على تعاطي المخدرات والكحول والسجائر، هم أكثر عرضة لإنفلاث الأعصاب، وعدم التحكم في تصرفاتهم في أيام الشهر الفضيل، والتي قد تصل أحيانا لقتل شخص آخر، لمجرد عدم انسجام النقاش بين طرفين أو أكثر".

ويرى عاطف أن هذه الظاهرة، أضحت تتزايد مظاهرها من سنة لأخرى، في ظل ارتفاع ضحايا الأشخاص "المرمضنين"، الذين تنفلت أعصابهم خلال الشهر الفضيل، ثم يستطرد قائلا: "ليس الشجار لوحده من مظاهر "الترمضين"، فحتى حوادث السير التي تقع نتاج السرعة المفرطة، وعدم الإنتباه، وكذا تزايد عمليات السرقة، هي أيضا من مظاهر هذه الظاهرة المشينة".

من جهته يرى سمير المراكشي طبيب نفسي، أن "الترمضين واقع حاصل لا يرتفع عليه، وتحدث نتيجة تغيرات ذهنية وجسدية واجتماعية، تواكب شهر رمضان، ولعل أهمها التحول الذي يطرأ على بيولوجية للإنسان. ويستطرد المراكشي قائلا: "ظاهرة الترمضين، تصيب الأشخاص الأكثر إدمانا على التدخين أو المخدرات، والمدمنين أيضا على الشاي والقهوة، بسبب احتوائهما على مادة الكافيين، التي يسبب انقطاعها خلال شهر رمضان، تأثيرا على بعض خلايا الدماغ، الشيء الذي ينتج عنه شعور تلقائي بالغضب، والاستثارة العصبية الشديدة.

ويستطرد المتحدث ذاته بأن كل هذه المتغيرات، رغم حدوثها لا تعطي أبدا الحق للصائم أن يسيء الأدب، أو يخرج عن طوره واتزانه خلال شهر رمضان".

في 04/07/2015 على الساعة 16:31