يرى عمر العلوي، المحلل السياسي، والأستاذ الباحث في جامعة محمد الخامس، أن ما حدث في كل من إنزكان، حينما ثارت ثائرة المارة والباعة المتجولين بسبب لباس قيل إنه غير محتشم، وما حدث صباح اليوم بفاس، عندما اعتدى العشرات بالضرب ضد متحول جنسي، يشكل اختبارا حقيقيا للأحزاب المحافظة، لإظهار ماهية مشاريعها المجتمعية، فيما يخض موضوع شائك كالحريات الفردية.
ويضيف العلوي في تصريح لـLe360 " أن واقعة إنزكان قسمت الأحزاب المغربية إلى خندقين، الأول هو من أظهر موقفه غداة متابعة الفتاتين، والثاني من فضل مرور العاصفة، ولم يعبر عن وقف صريح، بل اكتفى بعض قيادييه بالتعبير عن مواقف انفرادية".
وفيما يخص حادث الاعتداء الذي تعرض له متحول جنسي فجر اليوم الثلاثاء، قال المتحدث " إن ظرفية الحادث، في مدينة كفاس، جعلت الحزب المسير للمدينة يلجم فمه (يقصد جزب الاستقلال)، لدواع انتخابية لا تخفى على أحد، سيما أن الحادث وقع في حي شعبي بفاس، ومن فئات شعبية، هي بالضبط الخزان الانتخابي للأحزاب المسيرة للمدينة".
أما محمد السربوتي أستاذ علم الإجتماع بجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، أن ما وقع بالأمس بفاس هو إختبار للمجتمع المغربي، حيث أن هناك عنف غير مرئي يطغى على المجتمع، وهو ناتج عن عدم الرضى عن النفس، و الظن بأن الفرد مستهدف من طرف الأخر. وتخوف السربوتي من تحول الأناس العاديين إلى حكام يشرعون حسب أهوائهم.
وفي نفس السياق، ذهب محمد الحضرمي، استاذ علم الاجتماع، ليفسر ما حدث، بانصهار الفرد داخل الجماعة، واعتقاد أنه محمي، فيكفي أن يبادر أحدهم بعمل تخريبي أو اعتداء، حتى يحاكيه الكل، مضيفا "أن البنية المجتمعية المغربية أخذت تتغير بفعل المؤثرات الخارجية، ورغبة بعض المراهقين في التمرد على مجتمعهم عبر الانجرارفي موجات العنف وتبني فكرها ولو ظاهريا".


