إذا كنت تُفكر فعلا في معرفة الإجابة عن السؤالين، فربما تتيه وسط عالم غرائبي مثل حوادث طرامواي، وربما تجد الإبرة وسط كومة القش، ولا تعثر على مسؤول يفسر لك ما يحدث في طارمواي البيضاء.
الغريب في القصة أن الشركة خصصت، في الآونة الأخيرة، يوما لعرض نتائجها على الصحافيين في أكبر فنادق البيضاء، فافتخرت بإنجازاتها وتبادل المسؤول عنها الضحكات والرسوم البيانية والأرقام، وحين شن مستخدموها الإضراب فضلت سياسة "أهل الكهف"، فهي لا تسمع ولا ترى ولا تعلم.
البداية انطلقت حين حاولت صحافية بموقع Le360 معرفة آثار إضراب المستخدمين على نشاط الطرامواي، فبدأت رحلة طويلة من الاتصالات الهاتفية التي انتهت بخيبة أمل بشركة يفترض فيها التواصل مع الزبناء قبل الصحافيين.
تم الاتصال بيوسف الضريس، المدير العام لشركة Casa Transport، فأخبرنا أنه غير مكلف بالموضوع ونصحنا بالاتصال بأحد المسؤولين ويدعى "تيري ديرون"، تم التفهم الأمر فالاختصاص ضروري في مثل هاته الحالات، ومجرد الإجابة من المسؤول الأول زرع فينا الأمل قبل أن ينقلب إلى إحباط.
تم الاتصال ب"كازا ترنسبور" التي كشف أحد العاملين بها بأنها غير معنية بالموضوع، ونصحنا بالاتصال بكازا طرامواي، لكن الغريب أن الرقم الهاتفي نفسه هو للشركتين معا (حاول أن تفهم)، وفي كل مرة يرفض أن يمدنا برقم هاتف المسؤول.
كان الحل الأمثل هو التوجه إلى الموقع الإلكتروني للشركة، علنا نعثر على رقم هاتف، وفعلا تم العثور على رقم هاتف الزبناء، لكن دون أن يجيب، علما أنه رقم يهم عددا كبيرا من الزبناء في حالة حدوث الطوارئ.
طارمواي أصم وأبكم... خلاصة طبيعية، فإذا كان الصحافيون عاجزون عن التواصل مع المسؤولين فكيف لمواطن عادي، إنه زمن التواصل المغربي بعيدا عن الفنادق الفخمة.