وأكدت"المساء" استنادا إلى مصادرها أن موجة الانتقادات الشديدة لقرار وزير الصحة بدأت من مدينة الدار البيضاء، التي وجه بها رئيس مقاطعة عين الشق، التي يقع في دائرة نفوذها المستشفى الذي وضع به نزلاء بويا عمر، رسالة إلى السلطات المحلية بالمدينة يحذر فيها من مغبة العواقب، التي يمكن أن تحدث بعد وضع النزلاء في مستشفى الأمراض الجلدية الآيل للسقوط.
وأكد مصدر"المساء" أن مستشفى الأمراض الجلدية، الذي تم وضع مجموعة من نزلاء بويا عمر داخله، غير مؤهل لاستقبال هذه الفئة من المرضى العقليين، الذين يحتاجون إلى متابعة ورعاية خاصتين، فضلا عن الحالة المتدهورة التي توجد عليها بناية المؤسسة الصحية، التي تنتظر عملية إصلاح وترميم من خلال مشروع ضخم يوجد قيد الدرس بولاية الدار البيضاء.
وأشار مصدر اليومية إلى أن قيام وزارة الصحة بترحيل نزلاء بويا عمر إلى مستشفى الأمراض الجلدية بعين الشق بالدار البيضاء كان قرارا متسرعا، لم يراع مصالح المرضى الذين يمكن أن تنتقل إليهم عدوى الأمراض الجلدية التي يتم علاجها بالمستشفى المذكور، مضيفا أن ترحيل المرضى كان يجب أن يكون في اتجاه مستشفى الأمراض النفسية والعقلية التابع لابن رشد، الذي يتوفر على جميع الإمكانات البشرية واللوجيستية للتعامل مع الحالات الوافدة من بويا عمر بعد إغلاقه.
من جانبها، جريدة" الأخبار" أكدت أن الأطر الصحية بمستشفى مولاي يوسف بالعاصمة الرباط، يوم الجمعة الماضي خاضت وقفة احتجاجية للتنديد بزيارة "مفاجئة" قام بها المسؤول الإقليمي عن القطاع، إلى المؤسسة ذاتها دون التنسيق مع مديرها.
وبحسب مصادر"الأخبار" فإن النقطة التي أججت الغضب تتمثل في ما أسماه المحتجون "الاقتحام" غير المبرر لقسم الترويض النسوي دون سابق إنذار، قبل مندوب وزارة الصحة وبعض مرافقيه، مضيفين، في حديث بعضهم إلى الجريدة، أن مستشفى مولاي يوسف وإن كان له باب رئيسي واحد، فإنه ينقسم داخليا إلى مؤسستين ببابين مستقلين، تتبع إحداهما وزارة الصحة مباشرة، فيما ترتبط المؤسسة الثانية بالمركز الاستشفائي ابن سينا.
وأكدت اليومية أن المكتب النقابي بمستشفى مولاي يوسف، التابع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قد عقد بشكل طارئ لقاء لدراسة ما أسماه التصرف غير المسؤول وغير اللائق للمندوب الإقليمي لمدينة الرباط، رفقة بعض المسؤولين المرافقين له، وذلك باقتحام مصلحة الترويض، التابعة للمركز الاستشفائي ابن سينا، دون علم مدير المركز أو مدير المستشفى، يقول أحد النقابيين الغاضبين، مضيفا، في حديثه إلى الجريدة، أن هذا السلوك الذي تكرر في مناسبتين، أثار استياء جميع الأطر الصحية التي قررت الاحتجاج.
عملية الكرامة
لاقت عملية الكرامة التي قادها وزير الصحة الحسين الودري، التي تقوم على إخلاء بويا عمر، استحسانا كبيرا من طرف المتتبعين وعائلات المرضى، إلى أن الطريقة التي تمت بها والأماكن التي وضع بها المرضى أثارت كثيرا من علامات الاستفهام حول مدى وجود تحضيرات سبقت عملية الإغلاق.