وحسب ما جاءت به الجريدة فإن هؤلاء حلوا بقرية فولرارلبيرغ سنة 1945 تحت لواء الجيش الفرنسي، وتحصنوا بإحدى ثكناتها، وقبل أن يفتحوا أعينهم على جيش هتلر، اكتشفوا أن القرية فيه حسن وجمال فعشقوا طبيعتها ونساءها ووسط دخان الحرب كان للحب مكان.
وبعد مغادرتهم المدينة بعد تسعة أشهر من القتال تركوا وراءهم حالي 200 جنين، نتيجة علاقات جنسية غير شرعية مع نساء وفتيات البلدة أثمرت أطفالا عاشوا رفقة أمهاتهم محنة الوجود في بلد يعطي للعرق مكانته الخاصة.
أطفال المتعة المسروقة في المعارك
اضطر كثير من نساء المنطقة الحوامل إلى الهجرة خارج القرية للولادة، كي لا يكتشف الأهالي بطونهن المنتفخة، "كارل باسنتالر" واحد من أبناء الخطيئة الذي قضى فترة من حياته في ملجأ خيري بفرنسا، عاش ما يشبه العزلة طيلة حياته رغم أن عمره الان يقارب السبعين عاما، ملامح الرجل تجعلك تصر على انتمائه إلى قبائل زيان، فهو من أب أمازيغي وأم نمساوية منع من مخالطة الأطفال الذين يملكون "عرقا صافيا" فتحول إلى رجل انطوائي. وكانت أمهات هؤلاء يتعرضن للسخرية، وأطلق عليهن لقب عاهرات الزنوج.
حرر الجيش الفرنسي المدعم بآلاف المغاربة النمسا من قبضة النازية وتركوا نساء القرية أسيرات عابري سرير. وحسب سجلات الولادة، فإنه بعد مغادرة المغاربة للقرية، شتنبر سنة 1945 بدأت البطون تنتفخ وخرج غلى الوجود في يناير 1946 حوالي 54 طفلا، وانطلاقا من شهري فبراير ومارس بدأت الولادات تتزايد فيما غادر الآباء بغير رجعة باستثناء جندي واحد عاد للبحث عن عشيقته والاقتران بها.
الكلمة للحمض النووي
أقامت السلطات مصحة عسكرية للولادة تجندت في خدمتها ممرضات مولدات قرب مدينة "بريغينتز"، التحقت المعنيات بها أملا في ولادة سرية، بعد عام من وصول الجنود إلى المغرب كانت القرية تعج بأطفال بملامح مختلفة مما لفت الأنظار للظاهرة. لكن الحقوقيين النمساويين لا يرون في الامر فضيحة. ويؤكدون أن الحمض النووي كشف فعلا عن وجود أطفال حرب من صلب عربي و أمازيغي.
زروال الجندي الذي قرر الاعتراف بفلذة كبده
يشكل الجندي المغربي الأشقر، أمحند زروال، المنحدر من عين مديونة ضواحي تاونات، الاستثناء في هذا الملف، فهو الوحيد الذي لم يقطع حبل الود مع عشيقته سكيند، وأصبحت تحمل فيما بعد لقب سكينةن حيث قرر بعد العودة من معارك الهند الصينية التوجه إلى فرنسا، وفي مدينة ليون التقيا بعد طول غياب، وقررا الاقتران بعد أن اعتنقت سكينة الإسلام.