وفي آخر مستجدات الملف، عقد وسيط المملكة، يوم الجمعة 20 شتنبر2024، لقاء مع ممثلي الطلبة لإخبارهم بمخرجات لقائه مع الوزير ومقترح الوزارة لحل هذا المشكل الذي استمر 9 أشهر.
وتضمن مقترح محضر الاتفاق، تطبيق دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد (4+2) على الدفعات الجديدة فقط، فيما تم الاتفاق على أن تخضع الدفعات الخمس الحالية لتكوين قدره ست سنوات (5+1) مع الحق في سنة من التداريب الاستشفائية التطوعية، أي أن الدبلوم سيبقى ست سنوات مع الزيادة في عدد الساعات في السنة السادس لتوافق بذلك 4790 ساعة.
وبخصوص الامتحانات التي تمت مقاطعتها، فقد تضمن مقترح الاتفاق برمجة دورة واحدة في كل فصل مع ترك بعض الوقت للطلبة لمراجعة الدروس، أما التداريب الاستشفائية فلن تعوض حاليا لكن يحق لكل طالب استيفائها في ما بعد.
كما تضمن المقترح، كذلك، إحداث مرسوم جديد بخصوص مسالك الداخلية والإقامة، سيتم تطبيقه ابتداء من يناير 2025، علاوة على الرفع من التعويضات عن المهام.
ووفق ما أكدته مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، في تصريحات هاتفية لـLe360، فإنها تنتظر فقط نتائج التصويت الذي أطلقته لمعرفة رأي الطلبة من محضر الاتفاق قبل توقيعه، مشيرة إلى أنهم وضعوا الساعة الثالثة زوالا من اليوم الأحد كآخر أجل للتصويت.
وتأتي هذه المستجدات بعدما كان طلبة الطب والصيدلة بوجدة قد اعتصموا، أمام مقر الكلية، مساء الأربعاء 18 شتنبر 2024، لمدة 12 ساعة، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه «الآذان الصماء لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي».
وردد الطلبة شعارات احتجاجية على الوضع الذي آل إليه ملفهم، بعد 10 أشهر من تفجر الأزمة، على إثر «الإصلاح البيداغوجي» الذي أعلنت عنه الوزارة الوصية، إذ فشلت جميع المحاولات في تقريب وجهات النظر بين الطلبة والوزارة، وآخرها وساطة اللجنة البرلمانية.
طلبة وجدة يخوضون اعتصاما لمدة 12 ساعة. محمد شلاي
وقبلها، احتج عشرات طلبة الطب والصيدلة، السبت 7 شتنبر 2024، بجوار كلية الطب والصيدلة، وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك بعد يومين من مقاطعتهم امتحانات استدراك الدورة الخريفية للموسم الجامعي 2023-2024.
أجواء كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء في أول أيام امتحانات 5 شتنبر
وهكذا، عبّر طلبة الطب والصيدلة عن استيائهم من استمرار الأزمة، متخوّفين من السيناريوهات المُهدّدة بـ«ضياع» الموسم الجامعي، ومُردّدين شعارات من قبيل: «نُساق نحو سنة بيضاء.. ترى من المسؤول»، و«جودة التكوين الطبي وصحة المواطن المغربي وَجْهان لعملة واحدة»، و«جودة التكوين الطبي خط أحمر»...
طلبة الطب والصيدلة يحتجّون بالدار البيضاء. عبد الرحيم الطاهيري
وكانت الشرارة الأولى لهذه الأزمة قد اندلعت بإعلان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خطتها لـ«إصلاح التكوين الطبي مع اعتماد هيكلة بيداغوجية جديدة»، والتي تضمنت تقليص مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات، وهو الأمر الذي رفضه الطلبة، مطالبين بـ«إعفاء الدفعات الخمس الحالية من هذا القرار وتطبيقه على الطلبة الجدد فقط. الشيء الذي رفضته الوزارة بشكل قطعي».