وأوضح تقرير مندوبية الحليمي أن ظاهرة تشغيل الأطفال تنتشر بين الذكور أكثر من الإناث، وغالبًا ما ترتبط بالانقطاع عن الدراسة. وهكذا ، فإن %81،5 من الأطفال المشتغلين هم من الذكور، و91% منهم من بين 15 و 17 سنة، ويعيش %82 في المناطق القروية. بالإضافة إلى ذلك، فإن %12،2 من الأطفال يشتغلون بالموازاة مع تمدرسهم، و%85،3 غادروا المدرسة بينما لم يسبق لـ %2،5 منهم أن تمدرسوا.
60% من الأطفال المشتغلين يزوالون أعمالا خطيرة
كشف التقرير أن أكثر من 6 أطفال مشتغلين من أصل 10 (%60،5) يقومون بأشغال خطيرة (77.000 طفل)، وهو ما يمثل %1 من مجموع أطفال هذه الفئة العمرية.
ومن بين الأطفال الذين يزاولون هذا النوع من الأشغال، نجد أن %75،2 قرويين، و%89،6 ذكور، و%86،3 تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 سنة.
ويبقى الأطفال المشتغلون بقطاع « الصناعة » الأكثر تعرضاً للخطر بنسبة %88،6. وتبلغ هذه النسبة %87 بقطاع « البناء والأشغال العمومية »، و%77،4 بقطاع « الخدمات »، و%48،4 بقطاع « الفلاحة والغابة والصيد ».
قطاع الفلاحة أكبر مشغل للأطفال
تتمركز ظاهرة الأطفال المشتغلين في قطاعات اقتصادية معينة مع اختلاف حسب وسط الإقامة. وهكذا، بالوسط القروي، %76،5 منهم يشتغلون بقطاع «الفلاحة، الغابة والصيد».
أما بالوسط الحضري، فنجد قطاعي «الخدمات» بـ 56،3% و «الصناعة» بـ %24،7، حيث يعتبران القطاعين الرئيسيين لتشغيل الأطفال.
في حين، ما يقارب ثلاثة أرباع الأطفال المشتغلين بالوسط القروي (%71،6) يعملون كمساعدين عائليين. أما بالوسط الحضري، فإن %49،2 يعملون كمستأجرين، و%30،6 كمتعلمين، و%16 كمساعدين عائليين.
أسباب استمرار ظاهرة تشغيل الأطفال
تهم ظاهرة تشغيل الأطفال 89.000 أسرة، أي ما يمثل %1 من مجموع الأسر المغربية. وتتمركز هذه الأسر أساسا بالوسط القروي (69.000 أسرة مقابل21.000 أسرة بالمدن) وحوالي %8،3 منها مسيرة من طرف نساء.
كما أن هذه الظاهرة تهم بالخصوص الأسر الكبيرة الحجم، حيث تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفل مشتغل %0،4 بالنسبة للأسر المكونة من ثلاثة أفراد وترتفع تدريجيا مع حجم الأسرة لتصل إلى %3،2 لدى الأسر المكونة من ستة أفراد أو أكثر.
من جهة أخرى، يمكن أن تعزى هذه الظاهرة إلى الخصائص سوسيواقتصادية للأسر و لرب الأسرة على وجه الخصوص. وهكذا، تبلغ نسبة الأسر التي تضم على الأقل طفلا مشتغلا %1،5 بين الأسر المسيرة من طرف شخص بدون مستوى دراسي، في حين تبقى شبه منعدمة لدى الأسر المسيرة من طرف شخص له مستوى دراسي عال.
كما أن %48،4 من الأطفال المشتغلين ينحدرون من أسر مسيرة من طرف مستغلين فلاحيين، %17،1 من طرف عمال أو عمال يدويين، %20،7 من طرف مستخدمين، تجار، مسيري التجهيزات أو حرفيين، و%13،4 من طرف غير النشطين. وتبقى هذه الظاهرة شبه منعدمة في صفوف الأسر المسيرة من طرف الأطر العليا.