وذكرت اليومية حالات لأطفال دفعتهم الحرية المفرطة التي يمنحها لهم آباؤهم و تهاونهم في مراقبتهم إلى تعلم بعض السلوكات الخاطئة من الشارع أو الانترنت، المصدر الوحيد لهذا النوع من المعلومات حول الجنس لهؤلاء الأطفال.
وكمثال على ذلك رشيدة، الأم التي صرحت للأحداث المغربية أن ابنها ريان الذي لم يتم بعد ربيعه الحادي عشر، سيقوم بأفعال غير سوية داخل مدرسته بعد أن استدعي مرارا من طرف الإدارة.
وقالت الأم أن ابنها اكتسب العديد من السلوكات السلبية بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه بالشارع رفقة أصدقائه الذين لم تكن تعرف عنهم شيئا وعن طباعهم.
رغما عن المبادئ والأخلاق التي زرعتها رشيدة في نفس ابنها والتي طالما ظنت أنها ستحميه من أصدقاء السوء والممارسات غير السوية التي يكون الشارع مصدرا لها، إلا أن أملها سيخيب عندما ستتلقى اتصالا من إدارة المؤسسة الذي ستعلم من خلاله أن ريان دائما ما يتلفظ بعبارات خادشة للحياء عندما يخاطب عددا من زميلاته بل إنه يتحرش بهن جنسيا، كما ضبطه احد الأساتذة وهو يتبادل مقاطع فيديو إباحية مع زملائه.
حالت أخرى أوردتها ذات اليومية تحكي قصة الأم مريم التي عانت هي الأخرى من سلوكات ابنتها التي أصبحت انطوائية فلم تعد تجالس والديها وأشقائها كما في السابق، بل أصبح الجلوس أمام شاشة الحاسوب شغلها الدائم بمجرد العودة من المدرسة إلى أن تخلد إلى النوم في ساعات متأخرة من الليل.
وكانت المراهقة ذات الثانية عشر سنة والتي تتابع دراستها بإحدى الإعداديات تبدي استياء كبيرا من دخول احد أفراد الأسرة إلى غرفتها دون طرق الباب، الأمر الذي أثار شكوك الأم التي أصرت على معرفة ما تخفيه ابنتها. وفي احد الأيام باغتتها بزيارة مفاجئة، لتضبطها مستلقية على سريرها وتقوم بحركات شبيهة بالممارسات الجنسية موجهة كاميرا حاسوبها المحمول نحو مناطق جسدها الحساسة.
الأم لم تستسغ ما رأته عيناها مما جعلها تنهال على ابنتها بالضرب، بعد أن حاصرتها الأفكار السوداوية حول إمكانية تورط ابنتها في علاقة جنسية مع رجال يستغلونها لإشباع رغباتهم. غير أن اعتراف ابنتها جعلها تطمئن إلى أنها تفعل هذا مع احد أصدقائها المراهقين على الانترنت ولم يسبق لها أن فعلته في الواقع.
ضرورة حضور التربية الجنسية في المؤسسات التعليمية
في ظل غياب التربية الجنسية السليمة والصحية داخل المدارس المغربية، أصبح الأطفال عرضة للمعلومات خاطئة قد تشكل خطورة على نموهم الطبيعي كما تجعلهم ينزلقون نحو ممارسات شاذة. الحالتان السابقتان ما هما إلا مثال بسيط لم يمكن أن يحدث لأطفال قد تدفعهم سذاجتهم وجهلهم بهذا الموضوع غلى نتائج لا تحمد عقباها.