وتخبرنا يومية الصباح، في عددها ليوم غد (الاثنين)، أن أمن كلميم نجح في إفشال مخطط إرهابي لزعزعة استقرار بوابة الصحراء، بعد اعتقال عناصر ميليشيا شبه عسكرية، كانت تنسق مع جبهة بوليساريو لشن هجوم بقذائف على مصالح أمنية بالمنطقة.
وتضيف اليومية، أن عناصر الأمن حجزت في بيت عسكري متقاعد يتزعم المجموعة الإرهابية، نوعين من القذائف مختلفة المصدر، ومسدسا وعدة أنواع من الخراطيش ولأزياء وقبعات وشارات عسكرية، إضافة إلى أسلحة بيضاء، ووسائل اتصال متطورة، ومناظير ليلية.
واستنادا إلى الجريدة ذاتها، فإن العناصر الأمنية للأمن الإقليمي، عثرت أيضا في بيت العسكري بشارع الخرشي على عشرات اللافتات التي تتضمن عبارات تمجد الانفصاليين، وأعلام الجبهة، ما يؤكد أن العسكري السابق، حسب مصادرالجريدة، كان ينسق مع جهات خارجية لزعزعة الاستقرار في الأقاليم الجنوبية، خاصة أن عناصر الميليشيا سبق أن ظهرت في شريط مصور بلباس عسكري ويرددون شعارات مناوئة لوحدة الوطن.
ونقرأ أيضا في صفحات الصباح، أن العسكري المذكور حول بيته إلى ما يشبه الثكنة العسكرية التي تتلقى فيها عناصر الميليشيا المسلحة تعليماتها، إذ يخرجون ملثمين ويحرضون مئات الشباب القاصرين على القيام بأعمال تخريبية وترديد شعارات انفصالية.
مشكل اجتماعي أولا
وحول الموضوع ذاته، كتبت يومية الأحداث المغربية، أن أحداث أسا والنواحي، لا تختلف عما يقع في الأقاليم الجنوبية منذ سنوات: مشكل اجتماعي يستنفر المواطنين، تترامى الجهات المعادية لتؤجج الوضع، يرتفع التوتر، يبدأ الشغب، يتدخل الأمن بقوة، ثم يجد البلد نفسه في قضية وملفات ومنظمات، وآلة دعائية تشتغل بكل الإمكانات المتاحة بدعم سخي من حكام الجزائر ويجد البلد نفسه في موقع الدفاع والتبرير.
إن السيناريو الذي حدث خلال الأيام الماضية في أسا الزاك، يتكرر كل مرة، وتكرر معه الأخطاء، وقد يصل الأمر إلى حالة ارتباك، وهذا بالضبط ما ينشده المتربصون بالتوترات الاجتماعية في المناطق الجنوبية من المملكة.
السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا الاستمرار في الأخطاء نفسها، على الرغم من أن السياسة المتبعة في مثل هذه الأحداث أثبتت عدم نجاعتها، وبذلك وجب حل المشكل اجتماعيا، عبر سياسة تنموية تجعل المنطقة تزدهر، دون اتكالية على سياسة ريعية لا تزيد الوضع إلى تفاقما.